مستحضرات التجميل في العالم القديم

مقال

Mark Cartwright
بواسطة ، تمت ترجمته بواسطة Sami M. Al Atrash
نُشر في 06 September 2019
متوفر بلغات أخرى: الإنجليزية, الفرنسية, أسباني
X

يعود ارتداء مستحضرات التجميل والعطور من قبل كل من الرجال والنساء إلى فترة طويلة جداً في الواقع كان القدماء حريصين مثل أي شخص على تحسين مظهرهم بأسرع ما يمكن وبأكبر قدر ممكن من السهولة باستخدام جميع أنواع المساحيق والكريمات والمستحضرات والسوائل. تتحد السجلات المكتوبة والتصويرية مع بقايا المواد نفسها للكشف عن كيف أن القدماء لم يحسنوا مظهرهم ورائحتهم فحسب، بل حاولوا أيضاً علاج التحديات المزعجة لغرور المرء مثل الصلع والشعر الشائب والتجاعيد. في العديد من الثقافات القديمة، كان لمستحضرات التجميل والعطور أيضً صلة وثيقة بالدين والطقوس وخاصة في دفن الموتى.

Minoan Woman Fresco, Knossos
امرأة مينوسية على لوح جصّي، كنوسوس
Mark Cartwright (CC BY-NC-SA)

مستحضرات التجميل المصرية

أبدوا المصريين القدماء عناية كبيرة في النظافة والمظهر لأن نقاء الجسد والروح كان له آثار دينية. كانت هذه آنذاك ثقافة حيث كان كل من الرجال والنساء من جميع الطبقات حريصين على أن يظهروا في أفضل حالاتهم، حتى عندما يموتون. بالإضافة إلى ذلك، قام المصريون بربط واضح بين مستحضرات التجميل والإلهية. على سبيل المثال، غالباً ما قام الكهنة خلال الطقوس الدينية بمسح تماثيل الآلهة بالزيوت المعطرة وحتى وضع الماكياج عليها. كان هذا هو الطلب على هذه المنتجات التجميلية التي أنتجتها بعض المعابد الخاصة بها، لا سيما في الكرنك حيث تم تصنيع الزيت المعطر وتظهر النقوش الجدارية عدة وصفات مختلفة.

غالباً ما كانت مستحضرات التجميل والعطور عُنصراً مُكلفاً لإنتاجه وقد يكون من الصعب الحصول على مكوناتها.

ومن المؤشرات الأخرى على أهمية مستحضرات التجميل بالنسبة للمصريين إدراجها في تلك السلع المتداولة دولياً إلى جانب أمثلة منحوتة بدقة للأدوات المشتركة لتطبيقها. يتم سرد هذه العناصر في بعض الأحيان في السجلات الباقية مثل رسائل العمارنة في القرن 14 قبل الميلاد. مصدر آخر مهم للمعلومات عن مستحضرات التجميل المتوسطية القديمة كان حطام سفينة أولوبورون (1330-1300 قبل الميلاد) التي كان في حمولتها المتنوعة العديد من النباتات واالمواد الصُّمغية- الراتنجات التي كان من الممكن استخدامها لإنتاج العطور. وأخيراً، هناك سجلات بصرية تظهر بوضوح الألوان وعلى أي أجزاء من الوجه، على وجه الخصوص، تم وضع الماكياج. وهنالك صور في الفن لأشخاص يضعون مستحضرات التجميل في بردية تورين "الجنسية" التي تعود إلى القرن 12 قبل الميلاد، مثل امرأة شابة تضع أحمر الشفاه على شفتيها (أثناء الانخراط في أنشطة جنسية بهلوانية أكثر إلى حد ما).

تم إعداد مستحضرات التجميل في مصر القديمة باستخدام مجموعة واسعة من المواد. تم صنع الكُحل وظلال العيون الشهيرة التي ارتدتها شخصيات مثل توت عنخ آمون ونفرتيتي عن طريق طحن المعادن مثل الملكيت الأخضر والغالينا الأسود. تم العثور على لوحات صخرية صفائحية لإنشاء العجينة في العديد من المقابر التي يعود تاريخها إلى فترة ما قبل السُلالات الحاكمة (حوالي 6000 إلى حوالي 3150 قبل الميلاد). مستحضرات تجميل أخرى ليست غير شائعة في المقابر هي مزيج من المُغْرَة الحمراء والخضروات المستخدمة في احمرار الخدين- يُمكن رؤية استخدامه على جدران قبر وصور الملكة نفرتاري (توفي حوالي 1255 قبل الميلاد). لم تكن مستحضرات التجميل مخصصة للتجميل فحسب، بل كان لبعضها قيمة طبية مثل مرطبات البشرة المصنوعة من الدهون والزيوت أو تلك المستحضرات والمراهم المصنوعة من النطرون والرماد التي كانت تهدف إلى تطهير الجلد. كشفت الأبحاث التي أجريت على طلاء العين القائم على الرصاص والمحبوب جداً من قبل المصريين أن له تأثيرا واضحاً على الجهاز المناعي للجسم ويقلل من آثار ومخاطر العديد من اضطرابات الأعيُن. وأخيراً، كانت هناك تطبيقات تجميلية أخرى لها تأثيرات أكثر طموحاً مثل المعاجين لصد الحشرات أو علاج الصلع أو صبغ الشعر الشائب أو تنعيم التجاعيد.

Egyptian Faience Capital-shaped Cosmetic Box
علبة مستحضرات تجميل على شكل تاج من الخزف المصري
Metropolitan Museum of Art (Copyright)

وغالباً ما تكون مستحضرات التجميل والعطور عُنصراً مُكلفاً لإنتاجها، وقد يكون من الصعب الحصول على مكوناتها. ولعل أشهر هذه المادة الفاخرة هي اللبان. تم الحصول على اللبان كصُمغ عُطري من مختلف أشجار اللبان- البوسويلة، ولم يستخدم فقط كعطر للأحياء والموتى المحنطين ولكن لإخفاء رائحة الفم الكريهة كذلك، وإثراء الجلد والشعر، وكزيت تدليك. المادة الثانية باهظة الثمن هي المر، وهو صمغ يُستخرج من الشجيرات التي تحمل الاسم نفسه. كان المر يستخدم كعطر وفي مستحضرات التجميل والأدوية، وكان مُتاحاً فقط في العصور القديمة من اليمن والصومال- ومن هنا جاءت رحلة الملكة حتشبسوت إلى أرض البنط- (مملكة قديمة قد تقع في منقطة القرن الإفريقي وخليج عدن) في منتصف القرن 15 قبل الميلاد للاستيلاء على بعض أشجار المر وزرعها، ومن بين أمور غريبة أخرى، في معبد الدير البحري. ونظراً لقيمتها العالية، أصبحت عناصر مثل اللبان والمر سِلعاً تجارية مهمة في جميع أنحاء العالم القديم.

أفضل الناجين من مستحضرات التجميل هي الحاويات المستخدمة في الماكياج والتي تتضمن من الأمشاط إلى الأواني المصنوعة بدقة من الزجاج الملون (كانت النساء والأسماك أشكالاً شائعة)، واله، والحجر (خاصة المرمر). بالنسبة لأولئك الذين يستطيعون تحمل تكاليفها، تم الاحتفاظ بمجموعتهم من مستحضرات التجميل في صندوق خشبي إلى جانب الضروريات الشخصية الأخرى مثل المرآة (المصنوعة من معدن مصقول للغاية)، وماكينة حلاقة، وملاقط. وكان رمز العين المطلية أحد مكونات الهيروغليفية المصرية المرتبطة بالجمال.

Face from an Egyptian Coffin
وجه من نعش مصري
Mark Cartwright (CC BY-NC-SA)

مستحضرات التجميل الإغريقية

مثل المصريين، كان اليونانيين مولوعين قليلاً بالماكياج، وفي الواقع، فإن كلمتهم kosmetika- كوسميتيكا هي التي تعطينا مصطلح "Cosmetics- كوسميتكس" باللغة الانكليزية. كان للمصطلح اليوناني تطبيق مختلف إلى حد ما لأنه يُشير حقاً إلى تلك المستحضرات التي تحمي الشعر والوجه والأسنان. كان مصطلح تجميل الماكياج هو kommotikon- كوموتيكون. وفي الوقت نفسه، من المعروف أن العطور اليونانية كانت قيد الاستخدام منذ العصر البرونزي الأوسط على الأقل (القرن 14-13 قبل الميلاد) وتم ذكرها لأول مرة في الأدب في الإلياذة وملحمة هوميروس، التي كتبت في القرن 8 قبل الميلاد. تم غرس جميع أنواع النباتات والزهور والتوابل والأخشاب العطرة من المر إلى الأوريجانو في الزيت. نظراً لاستخدام الزيت كقاعدة (اليوم هو الكحول)، كانت معظم العطور عبارة عن عجينة سميكة، وبالتالي كانت هناك حاجة إلى أداة خاصة تشبه الملعقة الدقيقة لاستخراجها من الزجاجات الصغيرة التي تم الاحتفاظ بها فيها. كما هو الحال مع مستحضرات التجميل، تم استخدام العطور للمتعة والإغراء وكرمز للمكانة وفي الطقوس (خاصة الدفن).

كما هو الحال في الوقت الحاضر، يبدو أنه كلما كانت مكونات مستحضرات التجميل أكثر غرابة، زاد احتمال نجاحها.

تم استخدام أحمر الخدود- الروج، ومبيض لجعل البشرة أكثر شحوباً وكُحل أسود وظلال عيون من قبل النساء اليونانيات. أما الرجال، باستثناء بعض الرجال الذين لعبوا الدور السلبي في العلاقات الجنسية المثلية، لم يضعوا الماكياج. ربما تم استخدام صبغة الشعر من قبل كلا الجنسين، وكان هناك نوعان أساسيان: أحدهما يجعل الشعر أغمق واستُخدم فيه أصباغاً مستخرجة من النبيذ وتُركت لتتعفن لمدة 40 يوماً والنوع الآخر يجعل الشعر أخف وزناً واستُخدم فيه خليطاً يحتوي على رماد خشب الزان ودهون الماعز.

كان أحمر الخدود- الروج مصنوعاً من المُغْرَة الحمراء كما هو الحال في مصر أو من صبغة مستخرجة من أحد أنواع الإشنيات. تم تصنيع طلاء الكحل والحواجب من مسحوق الكُحل الذي يحتوي على السخام أو الأنتيمون أو الزعفران أو الرماد. كان ينظر إلى الرماد بجميع أنواعه على أنه مادة مفيدة بشكل رهيب وكان يستخدم لتنظيف الأسنان. كما هو الحال في الوقت الحاضر، يبدو أنه كلما كانت مكونات مستحضرات التجميل أكثر غرابة، زاد احتمال نجاحها. وهكذا تم تطبيق مواد غريبة ورائعة مثل رماد الحلزون لإزالة النمش، وتم تحويل الشحوم من صوف الأغنام إلى كريم للوجه، وتم فرك براز السحالي في عيوب الجلد والتجاعيد.

Attic Pyxis
علبة خشبية أتيكية يونانية
Peter Roan (CC BY-NC-SA)

بدأ بعض الكُتّاب اليونانيين في التفكير الأخلاقي بأن مستحضرات التجميل كانت بطريقة أو بأخرى خدعة لا يستخدمها سوى نساء الطبقة الدنيا أو البغايا، لكن هذا لا يبدو أنه يمنع النساء من جميع الطبقات والعازبات أو المتزوجات، من استخدامها في الممارسة العملية. وأخيراً، كما هو الحال في مصر، غالباً ما احتفظ الإغريق بأفضل مستحضرات التجميل والعطور لمرافقة الموتى في مقابرهم. Lekythoi- زجاجات الخمر، والأباريق النحيلة ذات المقبض الواحد المستخدمة لتخزين الزيوت والعطور كانت مخصصة بشكل خاص للمتوفى وغالباً ما يتم تزيينها بمواضيع تتعلق بالدفن والسفر إلى الحياة التالية. تشمل سلع القبور الشائعة الأخرى الصندوق الدائري المعروف باسم pyxis- بيكسِس بمعنى العلبة، والذي كان مكاناً نموذجياً لتخزين مستحضرات التجميل بينما كانت الجرات الرُخامية مفضلة لوضع للكريمات و الأصماغ في الحضارة المينوسية وفي يونان الموكيانية واليونان الكلاسيكية.

مستحضرات التجميل الإتروسكانية

قدم الإتروسكانيين من نواح كثيرة، جسراً ثقافياً بين الإغريق والرومان، واستخدام مستحضرات التجميل والعطور هو مجرد مثال آخر. في البداية، تم استيراد مستحضرات التجميل اليونانية مباشرة من أماكن مثل جزيرة ساموس ورودس ومدينة كورنثة، ولكن بعد ذلك، وباستخدام وصفات يونانية مجربة ومختبرة، بدأوا الإتروسكان في استيراد المكونات من الشرق الأدنى لتصنيع المستحضرات والجرعات محلياً لتجميل أجسامهم واستخدامها في الطقوس الدينية. كشفت المقابر عن العديد من الحاويات الصغيرة والزجاجات ذات رأس ناتئ ومستخدمة لتخزين المعاجين والزيوت. والأدوات الخاصة لاستخراج مستحضرات التجميل من هذه الأوعية الصغيرة وفيرة أيضاً وغالباً ما تحتوي على أشكال لنساء منحوتة بعناية في نهاية مقابضهن. يمكن رؤية استخدام هذه الأدوات في بعض المشاهد المنحوتة على ظهور المرايا البرونزية الإتروسكانية.

مستحضرات التجميل الرومانية

في العالم الروماني، كانت مستحضرات التجميل شاغلة لبال النساء وليس للرجال ، وغالباً ما كانوا الرجال يقضون الكثير من الوقت في مظهرهم ويعتبرون الأمر موضع للسخرية. ومن الأمثلة الشهيرة على ذلك الإمبراطور أوثو (حكم 69 ميلادية)، الذي تعرض لانتقادات بسبب الحلاقة اليومية ثم وضع حزمة من العجين على وجه. وكما هو الحال في العالم اليوناني، اعتبر بعض الكُتّاب الرومان- وجميعهم من الذكور- أن المكياج هو مصدر اهتمام للبغايا أو النساء المتزوجات غير المخلصات اللواتي يحاولن اللحاق بحبيبٍ ما، ولكن، كما هو الحال مع اليونانيين، يبدو من الفن والتحف والمراجع في الأدب أنه، بشكل عام، حملت النساء الرومانيات من جميع الطبقات تقاليد المكياج التي كان عليها أسلافهن اليونانيون.

Mummy Portrait of a Woman Wearing a Medusa Necklace
صورة لمومياء لامرأة ترتدي قلادة ميدوسا
Carole Raddato (CC BY-SA)

كانت العطور مادة أخرى تستخدم على نطاق واسع في العالم الروماني وكانت تستخدم لجميع أنواع التأثيرات من إضافة لمسة إلى طعم النبيذ إلى جعل الحمامات العامة بيئة أكثر متعة لتمضية الوقت. وشملت مكونات العطور الشائعة استخدام القرفة ونخيل التمر والسفرجل والريحان والشيح وجميع أنواع الزهور من القزحية إلى الورود.

كل هذه العادات باستخدام مستحضرات التجميل والعطور لا تتجلى فقط في الأدب والفن ولكن أيضاً في الآلاف من الزجاجات الصغيرة والجرار الفخارية والصناديق الموجودة في الحفريات الأثرية في جميع أنحاء العالم الروماني. أحد الاكتشافات الخاصة المثيرة للاهتمام من لندن، وهو دبوس يتدلى منه خمسة أدوات برونزية مصغرة: مغرفة للأُذن، ومنظف الأظافر، والملقط، واثنين من أدوات التطبيق التجميلية.

بطبيعة الحال، حقق الرومان بعض التطورات في مستحضرات التجميل، تماماً كما فعلوا في مجالات أخرى. فعلى سبيل المثال، اعتبر الرومان حليب الحمير منعم مثالي للبشرة. أشهر المعجبين بالحليب كانت بوبايا، زوجة الإمبراطور نيرو (حكم 54-68 ميلادية)، التي كانت تستحم يومياً بحليب الحمير، وهي عادة تتطلب الإعتناء ب 500 من الحمير. لحسن الحظ، لم يكن الكُتّاب الرومان متكبرين للغاية في تكريس عدد كبير من صفحاتهم لمستحضرات التجميل، خاصة تلك التي لها فائدة صحية محتملة. على سبيل المثال، يفصل الشاعر الروماني أوفيد (43 قبل الميلاد - 17 ميلادية) حزمة الوجه التي تحتوي على مكون عش طائر اعتبره مفيداً لبشرة صحية. مكونات كريم وجه آخر يدرجه على النحو التالي: البيض والشعير والعلكة وبصلة نبات النرجس والعسل والبيقية المطحونة ودقيق القمح وقرون مسحوقة. وطبخة أخرى، تهدف إلى تبييض الجلد باستخدام نجارة الرصاص الأبيض التي تم إذابتها في الخل ثم تركت لتجف. ثم يتم خلط هذا مع الطباشير باستخدام المزيد من الخل من أجل صنع كعكة مفيدة. كان القدماء يعرفون جيداً أن الرصاص الأبيض سام (في الواقع استخدموه كسم)، فإن استخدام هذه المواد يوضح نهجاً مرناً للمكونات التي غالباً ما تنتج مستحضرات ذات أغراض عديدة.

Roman Perfume Bottle
زجاجة عطر رومانية
Mark Cartwright (CC BY-NC-SA)

مستحضرات التجميل البيزنطية

في أواخر العصور القديمة، واصل البيزنطيون التقاليد السابقة المذكورة أعلاه ، وتم تسجيل كل من الرجال والنساء على أنهم يستخدمون صبغات الشعر (كان يعتقد أن بول الصبي يعمل العجائب هنا)، والاستعدادات لإزالة الشعر، والمستحضرات لترطيب الجلد. اعتادت النساء على تبييض وجوههن وطلاء شفاههن وتحديد أعينهن تماماً كما فعل نظراؤهن في الإمبراطورية الرومانية الغربية السابقة لعدة قرون. كان هناك أيضاً كريمات مضادة للتجاعيد، ومقويات الشعر، وملطخات الحواجب، والعطور.

كان هذا هو انشغالهم بالمظهر لدرجة أن البيزنطيين اكتسبوا شيئاً من السمعة غير العادلة في أوروبا الغربية على أنهم غنادير شديدي التأنق ومحبين للمتعة، على الرغم من أن الوعاظ المسيحيين البيزنطيين كانوا معروفين بتوبيخ رعيتهم على غرورهم في بعض الأحيان. كما هو الحال مع الثقافات السابقة، فإن أحد أفضل المؤشرات على الاستخدام الواسع النطاق لمستحضرات التجميل هو العديد من البوتقات والحاويات والأدوات والملاعق الباقية المستخدمة في صنعها وحفظها وتطبيقها. كل من البيزنطيين والرومان في أواخر العصور القديمة، كانوا مبرجين إلى حد ما في ذوقهم بشكلٍ مُبالغ فيه، وغالباً ما احتفظوا بمستحضرات التجميل في توابيت مصنوعة بشكل رائع وواحدة من أروع الأمثلة عليها هو Muse Casket- علبة آلهات الإلهام للجواهر من كنز إسكيلين. تم اكتشاف النعش الفضي الصدفي في عام 1793 ميلادية في روما ويعود تاريخه إلى القرن 4 الميلادي، وهو مزين بصور محفورة للمُلهمات ويحتوي على خمسة يتلقين المراهم والعطور.

The Muse Casket from the Esquiline Treasure
علبة آلهات الإلهام للجواهر من كنز إسكيلين
Osama Shukir Muhammed Amin (Copyright)

إعادة تمثيل الماضي

مع انتقال علم الآثار التجريبي من مكانة إلى مكانة، وبمساعدة التكنولوجيا، يقوم المزيد والمزيد من العلماء بالتحقيق في ما وضعه القدماء في مستحضرات التجميل والعطور الخاصة بهم، بل وحاولوا إعادة إنشاء بعضها. كان الكيميائي الإيطالي جوزيبي دوناتو أحد رواد هذا النهج في عام 1970 ميلادية، وقد تم إنتاج بعض العطور التي فحصها تجارياً مثل عطر دوناتو وسيفريد كليوباترا الذي يقال إنه يستند إلى عطر ارتدته الملكة المصرية، التي كتبت بنفسها كتاباً عن موضوع مستحضرات التجميل. كان هناك أيضاً بحث في فعالية بعض مستحضرات التجميل القديمة التي ادعت أنها تعالج مشاكل مثل التجاعيد مع موافقة بعض الخبراء الحديثين على استخدام بعض المكونات الطبيعية التي من المحتمل جداً أن تكون فعالة أو على الأقل فعالة مثل أي مكافئ حديث.

قائمة المصادر والمراجع

موسوعة التاريخ العالمي هي إحدى شركات Amazon Associate وتحصل على عمولة على مشتريات الكتب المؤهلة.

نبذة عن المترجم

Sami M. Al Atrash
سامي هو كاتب محتوى وباحث، حاصل على إجازة في الإعلام، ولديه اهتمام كبير في تاريخ وثقافة البشرية، يرى المستقبل من خلال فهم تاريخ الحضارات، وقد كرّس حياته في تدريس مادة التاريخ.

نبذة عن الكاتب

Mark Cartwright
مارك كاتب وباحث ومؤرخ ومحرر. تشمل اهتماماته الخاصة الفنون والعمارة واكتشاف أفكار مشتركة بين الحضارات. وهو حاصل على درجة الماجستير في الفلسفة السياسية ومدير النشر في WHE.

استشهد بهذا العمل

نمط APA

Cartwright, M. (2019, September 06). مستحضرات التجميل في العالم القديم [Cosmetics in the Ancient World]. (S. M. A. Atrash, المترجم). World History Encyclopedia. تم استرجاعها من https://www.worldhistory.org/trans/ar/2-1441/

أسلوب شيكاغو

Cartwright, Mark. "مستحضرات التجميل في العالم القديم." تمت ترجمته بواسطة Sami M. Al Atrash. World History Encyclopedia. آخر تعديل September 06, 2019. https://www.worldhistory.org/trans/ar/2-1441/.

أسلوب إم إل إيه

Cartwright, Mark. "مستحضرات التجميل في العالم القديم." تمت ترجمته بواسطة Sami M. Al Atrash. World History Encyclopedia. World History Encyclopedia, 06 Sep 2019. الويب. 04 Oct 2024.