نهاية العالم وفقاً للكتاب المقدس

مقال

Rebecca Denova
بواسطة ، تمت ترجمته بواسطة Mahmoud Ismael
نُشر في 22 July 2021
متوفر بلغات أخرى: الإنجليزية, الفرنسية, أسباني
X
Print Article

نهاية العالم تعني (باليونانية: apokalypsis، "كشف الأسرار") وهي ليست حدثًا، ولكنها نصوص تحتوي على تنبؤات تتعلق بتدخل الرب في المستقبل، ونهاية العالم هي مرجع للمواقف ووجهات النظر عن العالم في نصوص الكتاب المقدس القانونية وغير القانونية والتي تعتقد بأن إله إسرائيل سيتدخل في تاريخ البشرية مرة أخرى لمعالجة الكوارث الظاهرة في المجتمع.

Four Horsemen of the Apocalypse
فرسان رؤيا يوحنا الأربعة
Viktor Vasnetsov (Public Domain)

تستخدم نصوص نهاية العالم المفاهيم الدينية لنقد الحكومات القمعية المتصورة وكذلك الآراء الاجتماعية والثقافية للآخرين خارج مجموعتهم. تُستخدم كلمة "نهاية العالم" في المصطلحات الحديثة، لوصف الكوارث الكبرى. علم الأخرويات (اليونانية: eschaton، "الأيام الأخيرة") هو دراسة نصوص الرؤيا التي تتنبأ بـ "الأيام الأخيرة"، عندما يؤسس الرب مملكته على الأرض. يطلق عليها المؤرخون عبارة "علم أخرويات نهاية العالم".

أفكار نهاية العالم في العالم القديم

امنت الثقافات القديمة أن الآلهة تتحكم وتتدخل في حياة البشر، وأن الشرائع الصادرة عن الآلهة هي سلوك منظم لحياة البشر. حدثت أزمات ومع الوقت. يرثي لوح آشوري (حوالي 2800 قبل الميلاد) على الحالة (التي تبدو جديدة بشكل غريب) بقوله:

فسدت أرضنا في هذه الأيام المتأخرة. هناك علامات على أن العالم يسير بوتيرة سريعة إلى نهايته؛ أصبحت الرشوة والفساد أمر شائع؛ لم يعد الأطفال يطيعون والديهم؛ كل إنسان يريد أن يكتب كتابًا أصبح جلياً أن نهاية العالم تقترب.

اظهرت القصص أن الآلهة في بعض الأحيان قررت البدء من جديد. أفردت الأساطير المصرية قصة مفادها أن إله الشمس رع أرسل الإلهة سخمت لمعاقبة البشر. صاغت بلاد ما بين النهرين ملحمة جلجامش، حيث أرسلت الآلهة طوفانًا كبيرًا لتدمير الفساد المستشري في الأرض. شاعت قصص الطوافين في العالم القديم. كان لليهود قصتهم عن نوح، وظهر ديوكاليون الذي أنقذ البشرية في الأساطير اليونانية. وكان من تعاليم عبادة الدولة في الإمبراطورية الفارسية، الزرادشتية، أنه في النهاية الزمان، ستكون هناك معركة بين قوى الخير والشر. ستتبعها قيامة الأموات، حيث تمر الأرواح بالاختبارات لكي يحكم عليها.

لم تُفهم "الأيام الأخيرة" أو "نهاية الأيام" على أنها إبادة كاملة للخلق؛ لن يدمر الله أبدًا خليقته الأصلية.

رسمت اليهودية القديمة جدول زمني خطي. يظهر البداية (الخلق)، وبناء عليه ستكون هناك نهاية. يعدد العهد القديم المرات التي تجلي فيها الرب بنفسه على الأرض ليحدث افعالاً في التاريخ اليهودي، إما لمعاقبة اليهود أو لإنقاذهم من أزمة. عانت إسرائيل من كارثتين قوميتين حيث غزت آشور مملكة إسرائيل الشمالية وهجرت عشر قبائل إلى المنفى عام 722 ق.م، احتلت الإمبراطورية البابلية ودمرت مدينة القدس، والهيكل في عام 587 ق.م. خلقت هذه الأحداث التاريخية أزمة في الإيمان اليهودي. إذا كان لله عهد (أبرم) مع اليهود عهداً، فلماذا لم يحمهم؟

لاهوت الاستعادة اليهودي

عالج أنبياء إسرائيل أزمة عدم حماية الرب لليهود. فيما مفاده أن الرب لا يزال يحكم، لكنه سمح لتلك الأمم بمعاقبة إسرائيل على خطاياها. كانت الخطيئة العظمي هي عبادة الأصنام. ومع ذلك، في الوقت نفسه، قدم الأنبياء رسالة أمل بأن الرب سيتدخل مرة أخرى ويقضي على كل شرور العالم. ستستعيد إسرائيل مجدها مرة أخري.

يُعرف العنوان الأكاديمي لرسالة الرجاء هذه باسم لاهوت الاستعادة اليهودي:

  1. سيتدخل الرب مرة أخيرة، في "الأيام الأخيرة"، والمعروفة أيضًا باسم "يوم غضب الرب".
  2. سيقيم الرب في ذلك الوقت، مسيحًا ("ممسوحًا بالزيت المقدس") من سلالة الملك داود. يقود جيش الرب من الملائكة والبشر الطيبين ضد الأشرار.
  3. الرب سيتعرف على مجموعة صغيرة من المؤمنين الذين لم يخطئوا، يعرفوا بــ "البقية الصالحة"، الذين ظلوا مخلصين خلال الأحداث الكارثية.
  4. أولئك اليهود الذين في المنفى، خارج أرض إسرائيل، سيجتمعون ويعودون لوطنهم.
  5. بعض الأمم (غير اليهود) "سيتحولون دينياً" (يتوبون) ويعبدون إله إسرائيل.
  6. ستكون هناك معركة أخيرة بين إسرائيل وبقية الأمم.
  7. سيُقام كل الأموات ويحاسبون، بعد انتصار الرب. أما الأشرار سيرسلون إلى جهنم (شكل بدائي من الجحيم)، وسيحصل الأبرار على ما قصده الرب في البداية، المدينة الفاضلة، جنة عدن جديدة على الأرض. كان هذا مقصد النبي إشعياء عندما قال: "فَيَسْكُنُ الذِّئْبُ مَعَ الْخَرُوفِ،" (إشعياء 11: 6) و "فَيَقْضِي بَيْنَ الأُمَمِ وَيُنْصِفُ لِشُعُوبٍ كَثِيرِينَ، فَيَطْبَعُونَ سُيُوفَهُمْ سِكَكًا " (إشعياء 2: 4).

لم تُفهم "الأيام الأخيرة" أو "نهاية الأيام" على أنها إبادة كاملة للخلق؛ لن يدمر الله أبدًا خليقته الأصلية. كانت الأرض لا تزال موجودة، بعد طوفان نوح. لكن الطوفان كان إيذانا بنهاية عصر. ستتحول حياتنا المعروفة الأن كليًا وتستبدل بملكوت الله على الأرض.

Detail, Noah Window, Chartres
تفاصيل نافذة نوح، كاتدرائية شارتر ، القرن الثالث عشر الميلادي.
Walwyn (CC BY-NC-SA)

الغزو اليوناني لإسرائيل

أدخل الإسكندر الأكبر (حكم 336-323 ق.م)، جوانب اللغة والثقافة اليونانية خلال غزواته لجميع الأراضي التي تحد حوض البحر المتوسط. تبنى اليهود هذه الأفكار، إلى جانب المجموعات العرقية الأخرى، لا سيما في إدراك مفاهيم الفلسفة اليونانية فيما يتعلق بالعلاقة بين العالم (الكون) والبشر. نجد هذا في بروز مجموعات مختلفة من اليهود، والمعروفة باسم الجماعات اليهودية. كافح العديد من اليهود لإيجاد مكان في هذا العالم الكوزموبوليتاني الجديد مع الحفاظ على علامات هويتهم العرقية الفريدة (مثل قوانين الختان والنظام الغذائي). نجحت ثورة اليهود ضد الحكم اليوناني عام 167 ق.م (ثورة المكابيين)، ونجحت عائلة الحشمونيين قادة الثورة في حكم إسرائيل.

كان سفر دنيال المكتوب في تلك الفترة هو السفر الوحيد الذي يحتوي على رؤي نهاية العالم، وابقي عليه المسيحيون لاحقًا لأنه تم الاستشهاد به في محاكمة يسوع أمام السنهدريم. يروي سفر دانيال قصصًا قديمة عن اليهود تحت الحكم البابلي ولكن لديه أيضًا رؤى عن نهاية العالم. يروى الإصحاح السابع رؤية دانيال المروعة لوحوش البحر، واصفًا كل منها على هيئة حيوان مختلف. يتم التهامهم، واحدًا تلو الآخر. كشف ملاك تفسير الوحوش الأربع لدانيال حيث يمثلوا أربعة ملوك، والرابع سيحارب "الشعب المقدس" "زَمَانٍ وَأَزْمِنَةٍ وَنِصْفِ زَمَانٍ." (٧: ٢٥). تجادل العلماء في تفسير هوية وتوقيت الممالك الأربع.

كُنْتُ أَرَى فِي رُؤَى اللَّيْلِ وَإِذَا مَعَ سُحُبِ السَّمَاءِ مِثْلُ ابْنِ إِنْسَانٍ أَتَى وَجَاءَ إِلَى الْقَدِيمِ الأَيَّامِ، فَقَرَّبُوهُ قُدَّامَهُ. فَأُعْطِيَ سُلْطَانًا وَمَجْدًا وَمَلَكُوتًا لِتَتَعَبَّدَ لَهُ كُلُّ الشُّعُوبِ وَالأُمَمِ وَالأَلْسِنَةِ. سُلْطَانُهُ سُلْطَانٌ أَبَدِيٌّ مَا لَنْ يَزُولَ، وَمَلَكُوتُهُ مَا لاَ يَنْقَرِضُ. (٧: ١٣-١٤)

مخطوطات البحر الميت

غادر بعض اليهود، المعارضون لحكم الحشمونيين المعروفين في التاريخ باسم الأسينيين، القدس واستقروا في قمران قرب البحر الميت (حوالي 150 ق.م) في انتظار تدخل الرب النهائي. تم الكشف عن المخطوطات في عام 1947. تفتح المخطوطات نافذة لهذا المجتمع المتشبع برؤى نهاية العالم. استبدل الأنبياء التقليديين بالعرافين، بحلول هذا الوقت. اختبر هؤلاء الرجال رحلات الخروج من الجسد إلى السماء، حيث اطلعوا على أسرار الأيام الأخيرة. ادعت هذه النصوص أن الملائكة أو أحد أباء إسرائيل كان بمثابة مرشدهم في الجنة. نُسبت الأعمال إلى شخصيات مثل أخنوخ وموسى وإشعياء وداود وسليمان وعزرا الكاتب.

Dead Sea Scroll of Pesher Isaiah
مخطوطات البحر الميت لتفسير سفر أشعياء
Osama Shukir Muhammed Amin (Copyright)

أعاد الإسينيون صياغة معتقداتهم من خلال مفاهيم استقطابية، للحفاظ على العناصر الأساسية للاهوت الاستعادة اليهودي:

  1. قسم التاريخ إلى فترتين زمنيتين متبادلتين، عصر الشر الحالي والعصر الآتي.
  2. قسمت البشرية بين "أبناء النور" (الأسينيين) و "أبناء الظلام". ولا وجود لمنطقة رمادية بينهما. لم تكن هناك ساعة حادية عشرة للتوبة. كان الوقت قد فات. لقد أعد التاريخ سلفا من قبل الرب، ولن تستطع الجهود البشرية تغييره.
  3. بقت الطهارة عنصراً هاماً في مجتمع البقية الصالحة. كان لدى الأسينين قواعد مجتمعية صممت للحفاظ على مجتمعهم طاهراً غير دنسً من قبل الغرباء. هذا يعني تجنب الثقافة السائدة، اليهودية واليونانية الرومانية.
  4. افترض أنبياء إسرائيل في ضوء أفكارهم معركة أخيرة بين إسرائيل والأمم، وستشمل المعركة النهائية جميع قوى الكون، الخير والشر. وصف الأسينيين الذين اختلفوا معهم بأنهم عملاء للشيطان. أن الشيطان سيدمر في المعركة النهائية.
  5. دعمت مشاهد نهاية العالم بمشاهد درامية مروعة عن مدي العنف والدمار الذي ينتظر أبناء الظلام. كانت هناك إيمان راسخ أن هذا العصر كان رديء لدرجة أنه لن يتم إصلاحه إلا بالعنف. سيمر العالم بمحن وابتلاءات مثل الحروب والمجاعات والأوبئة وهي بمثابة علامة تحذير للتدخل النهائي للرب.
  6. استخدمت رؤي نهاية العالم لغة الرموز والشفرات لكتابتها في أوقات الأزمات أو الاضطهاد من قبل الحكام أو الجماعات المتنافسة من المؤمنين، وبهذه الصيغة، اعتبرت أدبًا تخريبيًا ينتقد النظام الحالي، وفي العالم القديم فسر هذا النقد على أنه خيانة، والتي كانت عقوبته دائماً الإعدام. فهمت مجموعة مختارة فقط المراد من التنبؤات، بسبب تزويد النبوءات للأحداث المستقبلية بالرموز أو العبارات المطاطة. وفرت هذه النبوءات تفسيرات لا حصر لها على مر القرون، بسبب عدم ذكرها أسماء أو أماكن حقيقية، وبمرور الوقت تم تحديث هذه النبوءات (ولا تزال) مع تغير الأنظمة والثقافات.

يسوع الناصري نبي نهاية العالم

قُدِّم يسوع بالبشارة، في إنجيل مَرقُس (حوالي 70 م)، "... قَدْ كَمَلَ الزَّمَانُ وَاقْتَرَبَ مَلَكُوتُ اللهِ، فَتُوبُوا وَآمِنُوا بِالإِنْجِيلِ..." (1:14). قلصت قائمة لاهوت الاستعادة اليهودي إلى عبارة مختصرة، "المملكة"، بحلول القرن الأول الميلادي. هذه هي "البشارة" (الإنجيل) التي بشر بها أتباع يسوع بعد موته. تستشهد كل من الأناجيل ورسائل بولس باستمرار ادعاء الأنبياء بأن نهاية الزمان كانت ظاهرة في حياة وتعاليم يسوع المسيح. لقب مرقس المفضل ليسوع هو "ابن الإنسان" وهو من سفر دانيال. ادعى اللاهوت المسيحي لاحقًا أن يسوع، بصفته ابنًا للإنسان، كان موجودًا مسبقًا وحاضرًا في خليقة الله.

كان السياق التاريخي لإنجيل مَرقُس هو الثورة اليهودية الكبرى عام 66 م، حيث دمرت روما مدينة القدس والهيكل. يصف الإصحاح الثالث عشر في إنجيل مَرقُس بأنه نهاية عالم مصغرة:

وَفِيمَا هُوَ خَارِجٌ مِنَ الْهَيْكَلِ، قَالَ لَهُ وَاحِدٌ مِنْ تَلاَمِيذِهِ: «يَا مُعَلِّمُ، انْظُرْ! مَا هذِهِ الْحِجَارَةُ! وَهذِهِ الأَبْنِيَةُ! فَأَجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ لَهُ: «أَتَنْظُرُ هذِهِ الأَبْنِيَةَ الْعَظِيمَةَ؟ لاَ يُتْرَكُ حَجَرٌ عَلَى حَجَرٍ لاَ يُنْقَضُ. (١٣: ١-٢)

قام مرقس بتقريب الوقت بين الكهنوت والأحداث الجارية من خلال جعل يسوع يتنبأ بأن روما ستدمر الهيكل. كانت هذه أول علامة على النهاية، بالنسبة لمرقس.

أعلن بولس (الذي يكتب في خمسينيات وستينيات القرن الأول الميلادي) أيضًا رسالة الملكوت القادم، مع إلحاح الأزمة الوشيكة. ظل السؤال لماذا لم يتم تأسيس الملكوت عندما كان المسيح على الأرض؟ برر مسيحي مبكر أن يسوع سيعود. وعندها ستتحقق كل عناصر الملكوت. كان هذا المفهوم معروفًا باسم "باروسيا"، المجيء الثاني للمسيح.

Resurrection of Christ by Piero della Francesca
قيامة المسيح - بييرو ديلا فرانشيسكا
Piero della Francesca (CC BY-NC-SA)

فصلت رسائل بول إلى المجتمعات التي بشر فيها كيف سيتحول الكون بأسره. ستنقلب جميع الأعراف الاجتماعية: في المملكة " لَيْسَ يَهُودِيٌّ وَلاَ يُونَانِيٌّ. لَيْسَ عَبْدٌ وَلاَ حُرٌّ. لَيْسَ ذَكَرٌ وَأُنْثَى، لأَنَّكُمْ جَمِيعًا وَاحِدٌ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ" (غلاطية 3:28). كان على المجتمعات أن تعيش طبيعياً، كما لو كانت المملكة موجودة بالفعل، أثناء انتظار عودة يسوع. رأى بولس أن تأخير مجيء يسوع مناسب له لإنهاء دعوته كرسول للأمم.

تشكلت المجتمعات المسيحية مع مرور العقود، في جميع أنحاء الإمبراطورية الرومانية. طور المسيحيون التسلسل الكهنوتي (انتخاب الأساقفة) وقواعد سلوك المؤمنين، أثناء انتظارهم نهاية الزمان. اكتمل فصل المسيحية عن اليهودية بحلول القرن الثاني الميلادي. أصبحت الكنيسة الآن نموذجًا للملكوت حتى عودة المسيح. لم يعد يُنظر للأرض على أنها دار الحياة الآخرة، بل على أنها ثواب وعقاب في الجنة أو الجحيم. انتجت رؤي نهاية العالم المسيحية (المنسوبة إلى بولس وبطرس وآخرين)، خلال هذه الحقبة. قدم سفر الرؤيا لبطرس واحدة من أولى جولاتنا في الجحيم، مع مشاهد التعذيب التفصيلية التي تنظر في أنواع مختلفة من خطايا البشر. عثر على النسخة الأخيرة من هذه المشاهد في أدب العصور الوسطى، وبالتحديد في جحيم دانتي أليغييري.

كتاب الرؤيا ليوحنا البطمسي

تعرض المسيحيون للاضطهاد في عهد دوميتيان (81-96 م)، لرفضهم المشاركة في الطوائف الإمبراطورية والدولة في روما. اتهم المسيحيون بالإلحاد أو الكفر بالآلهة. كانت هذه الجريمة خيانة، لأن إغضاب الآلهة يعني أنك تهدد ازدهار الإمبراطورية. وهكذا، قدم المسيحيين للأسود لرفضهم تكريم الآلهة.

ربما كتب يوحنا أحد أشهر رؤي نهاية العالم، وهو مسيحي نُفي في جزيرة بطمس قرب نهاية القرن الأول الميلادي. سجل رؤيته للأيام الأخيرة مستشهداً بسفري دانيال وحزقيال. تصور يوحنا عالماً منقسمًا بين الخير والشر المسيحيون وروما مثله مثل الأسينيين. يعد سفر الرؤيا ليوحنا واحد من أكثر نصوص رؤي نهاية العالم تعقيدًا، من حيث اللغة والصور الرمزية.

عرج بيوحنا إلى السماء، حيث تصور كل شيء في مجموعات من سبع أو اثني عشر فرداً، وهو عدد مقدس في اليهودية. شهد إطلاق فرسان نهاية العالم الأربعة، الذين يمثلون كل الشرور التي ستُطلق على الأرض. تفتح الملائكة مخطوطات، واحدة تلو الأخرى، تنبئ بالكوارث القادمة. ادعى يوحنا أن الشيطان (في الأصل أحد ملائكة الله)، قد سُلِّم إلى الجحيم في وقت سابق مقيّدًا بالسلاسل. (هذا هو مصدر فكرة سقوط الشيطان من السماء.) يرسل الشيطان وكيله، المخادع إلى الأرض. مصطلح "عدو المسيح" لا يظهر في هذا النص ولكنه أصبح مرادفًا لهذا الوكيل. سوف يخدع الناس ليؤمنوا أنه صالح. اتهم العديد من الأفراد على مر القرون، بدور عدو المسيح: أتيلا زعيم الهون في القرن الخامس الميلادي، ونابليون، وبالطبع هتلر وستالين. أولئك الذين يتبعون المخادع يتم تمييزهم بعلامة سرية "666". تظل النظريات في حالة تضارب حول معنى هذا الرقم.

Famine, the Third Horseman of the Apocalypse
المجاعة، الفارس الثالث في نهاية العالم
Kimon Berlin (CC BY-SA)

ادعى يوحنا أن المسيح سيعود إلى الأرض وسيحكم لألف سنة. تعارضت فكرة الألفية هذه فيما بعد بساعة الأرض. كان المسيحيون في عام 1000 ميلادياً، في أوروبا منشغلين بمحاولات وضع جدول زمني لفك تشفير الأحداث المتوقعة، خاصة من الإمبراطوريات المدرجة في سفر دانيال. انتشرت الشائعات حول فيروس "Y2K" "مشكلة الألفية" المدمر لأجهزة الكمبيوتر لدينا، عندما وصلنا إلى عام 2000 ميلادياً.

ستلتقي جيوش الرب في مدينة مجيدو وتتجه جنوبا إلى القدس، في المعركة النهائية. وصفت المدينة بأنها تقع بالقرب من جبل مجيدو (بالعبرية: har-megeddan)، أصبح مصطلح "هرمجدون" غالباً استعارة حديثة ومرادفًة للمعركة الأخيرة. يتحرر الشيطان في النهاية، من الجحيم ويهزمه المسيح. ينزل هيكل جديد في أورشليم الجديدة ويبدأ ملكوت الله أخيرًا.

المفهوم المعروف باسم "الاختطاف" لم يظهر في سفر الرؤيا. كان هناك وزير بريطاني من القرن الثامن عشر قلقًا بشأن المحن المتوقعة. كيف يمكن للمسيحيين المؤمنين ألا يقعوا في مرمى النيران عندما يطلق الرب العنان للدمار القادم؟ التفت إلى رسالة بولس الأولى إلى أهل تسالونيكي، حيث وصف بولس ما سيحدث عند عودة المسيح، حيث "فَإِنَّنَا نَقُولُ لَكُمْ هذَا بِكَلِمَةِ الرَّبِّ: إِنَّنَا نَحْنُ الأَحْيَاءَ الْبَاقِينَ إِلَى مَجِيءِ الرَّبِّ، لاَ نَسْبِقُ الرَّاقِدِينَ." (4:15) في ذلك الوقت سننقل الى السماء للترحيب بالمسيح. هذا ما أسماه الاختطاف - أنه قبل النهاية مباشرة، سيتم أخذ المؤمنين لإنقاذهم من العنف والدمار الوشيكين.

هناك العديد من الكتب والبرقيات المكتوبة المعروفة باسم سلسلة (المتروكون) (left-behind) التي تصف الحياة على الأرض بعد بداية النهاية، لأولئك الذين لم يكونوا نقيين بما يكفي ليؤخذوا في الاختطاف الأول.

رؤي نهاية العالم في الإسلام

حافظ النبي محمد (570-632 م) على نفس أفكار نهاية العالم، مثل اليهودية والمسيحية التقليدية. نهاية العالم بالغة العربية (يوم القيامة)، هو عندما يقوم جميع الموتى ويحاسبون على وفقاً لذلك. في غضون ذلك، ينضم إلى المسلمين ملاكان في قبورهم ويظهرون لهم صورًا لما ينتظرهم إما في الجنة أو في النار.

تراث رؤي نهاية العالم

فسر سفر الرؤيا مرات عديدة على مر القرون ويصف كل جيل تفسيرهم الخاص لمن هو صالح ومن هو طالح. سيطرت فكرة الانتقام تاريخياً من الإمبراطورية الرومانية في ذلك الوقت على الكتاب الأصلي.

ظهرت مجموعات مسيحية بروتستانتية مختلفة، عندما احتج مارتن لوثر على فساد الفاتيكان والكنيسة الكاثوليكية (1519). أصبح كتاب الرؤيا مشهوراً عندما تعرضت هذه الطوائف للاضطهاد في أوروبا مثل (الكالفينيون، الأنابابتست، البيوريتانيون، الحجاج). وضعت هذه الطوائف قواعد سلوكية للحفاظ على أنفسهم كبقية صالحة، حتى عودة المسيح عندما هاجروا إلى أمريكا، أرض الميعاد الجديدة.

يحتوي الخيال العلمي، كنوع أدبي على نقد للمجتمع المعاصر. اسردت القصص الخيالية بالتفصيل الطريقة التي عالج بها المجتمع مشاكله أو لم يعالجها في المستقبل. هيمنت أفكار نهاية العالم على إنتاج هوليوود لمجتمعات ما بعد الحرب النووية، غالبًا نجد بقايا ناجين يكافحون ليشقوا طريقهم في عالم متغير جذريًا. استخدمت سيناريوهات نهاية العالم في المناقشات حول تغير المناخ، في الوقت الحاضر.

إن اللجوء إلى الكتاب المقدس للتحقق من وجهات نظر المرء، يوفر الاقتناع بأن العلل الحالية سيتم حلها في النهاية عن طريق التدخل الإلهي.

قائمة المصادر والمراجع

موسوعة التاريخ العالمي هي إحدى شركات Amazon Associate وتحصل على عمولة على مشتريات الكتب المؤهلة.

نبذة عن المترجم

Mahmoud Ismael
مدرس تاريخ مهتم بترجمة المقالات والأبحاث التاريخية.

نبذة عن الكاتب

Rebecca Denova
الدكتورة ريبيكا آي. دينوفا، محاضرة بداول كامل في جامعة بيتسبرغ حيث تدرس المسيحية المبكرة في قسم الدرسات الدينية. وأنهت مؤخرا كتابها: "ديانات اليونان وروما" لدرا نشر (وايلي بلاكويل).

استشهد بهذا العمل

نمط APA

Denova, R. (2021, July 22). نهاية العالم وفقاً للكتاب المقدس [Biblical Apocalypse]. (M. Ismael, المترجم). World History Encyclopedia. تم استرجاعها من https://www.worldhistory.org/trans/ar/2-1801/

أسلوب شيكاغو

Denova, Rebecca. "نهاية العالم وفقاً للكتاب المقدس." تمت ترجمته بواسطة Mahmoud Ismael. World History Encyclopedia. آخر تعديل July 22, 2021. https://www.worldhistory.org/trans/ar/2-1801/.

أسلوب إم إل إيه

Denova, Rebecca. "نهاية العالم وفقاً للكتاب المقدس." تمت ترجمته بواسطة Mahmoud Ismael. World History Encyclopedia. World History Encyclopedia, 22 Jul 2021. الويب. 09 Oct 2024.