يسوع المسيح هو لقب ليسوع الناصري (توفي حوالي 30 ميلادية)، الذي كان نبياً يهودياً متجولاً من الجليل في شمال إسرائيل- فلسطين. لقد بشر بالتدخل الوشيك في الشؤون البشرية من قبل إله اليهود، عندما سيؤسس الله ملكوته على الأرض. كان الاسم الصحيح ليسوع كان إغريقي ليشوع العبري ("الذي يخلص"). "المسيح" (باليونانية: Christos) ترجمت من meshiach- الميشايا العبرية. "المسيح" يعني "الممسوح" حيث كانت المسحة جزءاً من طقوس التتويج من قبل الله للملوك اليهود. أصبح "يسوع المسيح" (اختصر من الانجليزية من Jesus the Christ إلى Jesus Christ)، بدءاً من رسائل بولس في خمسينيات وستينيات القرن الأول الميلادي. أصبح لقبه الشعبي هو "ابن الله"، سواء في الوظيفة أو الطبيعة.
السياق التاريخي
كان اليهود مجموعة عرقية من قبائل مختلفة عاشت بشكل رئيسي في إسرائيل- فلسطين ولكنها استقرت أيضاً في مجتمعات حول حوض البحر الأبيض المتوسط. بشكل جماعي، كانوا يعرفون باسم أُمة إسرائيل. كانوا يشتركون في العديد من العناصر الدينية مع جيرانهم لكنهم اختلفوا من خلال وجود قوانين غذائية متميزة، وممارسة الختان، وإقامة الشعائر يوم السبت (يوم راحة كل سبعة أيام). كان الفرق الرئيسي الآخر هو أنه في حين تم الاعتراف بالآلهة المختلفة في الكون، فقد سُمح لهم فقط بتقديم تضحيات لإلاههم. وقد تم ذلك في مجمع الهيكل- هيكل سُليمان في القدس.
على مر القرون، عانى اليهود من الغزو الآشوري (722 قبل الميلاد)، وتدمير القدس والهيكل من قبل البابليين (587 قبل الميلاد)، واحتلال الإغريق (167 قبل الميلاد)، ثم روما. عندما غزا الجنرال الروماني بومبي (106-48 قبل الميلاد) الشرق، بما في ذلك إسرائيل (63 قبل الميلاد)، أنشأ ملوك عملاء كانوا مسؤولين عن الحفاظ على السلام، وتنفيذ الإملاءات الرومانية، وجمع الضرائب. سمي هيرودس الأول ملكاً لليهود (حكم 37-4 قبل الميلاد)، وعلى الرغم من أنه قام بتجديد مجمع الهيكل في القدس، إلا أنه كان مكروهاً من قبل الكثيرين بسبب علاقته مع روما.
تقليدياً، ألقت كتب الأنبياء اليهود (أوراكلز- التنبؤات) باللوم في هذه الأحداث على خطايا الناس، وإلى حد كبير عبادة الأصنام (عبادة الآلهة الأخرى). ومع ذلك، قدم هؤلاء الأنبياء أيضاً رسالة رجاء، تعرف باسم لاهوت الاستعادة اليهودي. وزعموا أنه في وقت ما في المستقبل، سيتدخل الله في التاريخ مرة أخيرة لاستعادة شعب إسرائيل وسيُقيم الله مسيحاً لقيادة جيوش الله ضد مضطهدي إسرائيل.
بحلول القرن الأول الميلادي، كان هناك العديد من الجماعات اليهودية (الطوائف) التي حافظت على تقاليد إسرائيل ولكنها تنوعت في أنماط حياتها وموقفها تجاه روما وكانوا مشهورين في مناقشاتهم السيئة بين بعضهم البعض. أنتجت إسرائيل العديد من من الشخصيات المشايا، وجميعهم كانوا يدعون إلى تدخل الله ضد الحكم الروماني. أثار هؤلاء الرجال الحشود خلال الاحتفالات الدينية في القدس، داعين الله إلى تدمير الرومان وتأسيس مملكته. كان رد روما هو اعتقال وإعدام كل من الزعيم وأتباعه. كانت الطريقة المعتادة للإعدام هي الصلب، العقاب الروماني على الخيانة لأن الوعظ بمملكة ليست روما تهدد ازدهار واستقرار الإمبراطورية الرومانية.
أصبح أتباع يسوع الناصري طائفة أخرى من اليهود بين الكثيرين في ذلك الوقت. خلال عشرينيات القرن الأول الميلادي، أعلن الرسالة: "توبة، لأن ملكوت الله في متناول اليد" (مرقس 1.15). وقدم الادعاء على أنه "خبر سار"؛ وهكذا المصطلح الأنجلوسكسوني اللاحق ل "الإنجيل".
تواريخ المسيح
يُقدم إنجيلان فقط، متّى ولوقا، قصة ميلاد، أو التفاصيل المحيطة بميلاد يسوع. التواريخ إشكالية. ادّعى متّى أن يسوع ولد قبل عامين تقريباً من وفاة هيرودس الأول (4 قبل الميلاد)، بينما ادّعى لوقا أنه ولد أثناء حكم كيرينوس في سوريا (6 ميلادية). كلاهما يروي أن والدته، مريم، كانت مشربة بروح الله، مما أدى إلى الولادة العذراء.
يضع جميع كُتّاب الأناجيل خدمة يسوع وموته في عهد المدعي العام الروماني بيلاطس البنطي. نحن نعلم أن بيلاطس حكم من 26-36 ميلادية. بالاتفاق، يقع التاريخ المشترك لموت يسوع بين 30-33 ميلادية.
خدمة يسوع في الأناجيل
بدأت خدمة يسوع بعد أن عمّده رجل يُعرف باسم يوحنا المعمدان. المعمودية تعني ببساطة الغطس. كان يوحنا يستخدم رمزياً طقوس مائية بعد أن تاب شخص ما عن خطاياه. كانت طقوس المعمودية واحدة من أقدم الطقوس المسيحية وأصبحت جزءاً من بدء المؤمنين في دخول المجتمع.
قدم مرقس (أقدم إنجيل، حوالي 70 ميلادية)، يسوع كشخصية طاردة للأرواح الشريرة، وواعظ متجول يفهم أن لديه مواهب خاصة من الله، يعمل من خلال روح الله، مثل أنبياء إسرائيل. سافر يسوع عبر المدن والقرى الصغيرة في الجليل، حاملاً رسالته بأن تنبؤا الأنبياء بالأيام الأخيرة كان وشيكا. وفقاً لمرقس، علم يسوع من خلال الأمثال، التي اُستخدمت المفاهيم والتفاصيل اليومية للتعليم من خلال الأمثلة. ودعا اثني عشر تلميذاً (طلاباً) لتشكيل دائرته الداخلية، رمزاً إلى استعادة أسباط إسرائيل الاثني عشر.
بدءاً من مرقس، تشير الأناجيل إلى أن القيادة اليهودية (وخاصة الفرّيسيين والكتبة، وفي نهاية المطاف الصدوقيين الذين كانوا مسؤولين عن الهيكل) كانت تعارض تعاليم يسوع منذ بداية الخدمة. سافر يسوع وتلاميذه إلى أورشليم- القدس للاحتفال بعيد الفصح. ثم ذهب يسوع إلى جبل الهيكل وعطل خدمات بائعي الحيوانات والصيارفة. وفقاً لمرقس، فإن هذا الحدث هو الذي أدى إلى موت يسوع. بعد الاحتفال بوجبة الفصح (التي ستصبح الطقوس المسيحية للعشاء الأخير)، سار يسوع والتلاميذ إلى جبل الزيتون للصلاة. وروى مرقس أن أحد تلاميذه، يهوذا، خان يسوع للسلطات اليهودية حتى ألقي القبض عليه.
تشير الأناجيل إلى سلسلة من المحاكمات المسائية والصباحية أمام مجموعات مختلفة (السنهدريم، مجمع القدس الحاكم، رئيس الكهنة)، وأدين يسوع بتهمة التجديف. كان يسوع بريئاً من هذه التهمة، لكن كتاب الأناجيل عرفوا كيف مات يسوع واستخدموا التجديف كأداة مؤامرة لتسليمه إلى روما.
أُعدم يسوع بعد ظهر يوم الجمعة. وكان يوم السبت يبدأ عند غروب الشمس يوم الجمعة، وبالتالي لم تتمكن النساء من الذهاب إلى القبر حتى صباح الأحد لإنهاء طقوس الجنازة. عندها ادعى أتباعه أن جسد يسوع قد اختفى، وأنه قد قام من بين الأموات على يد الله. ونتيجة لذلك، تم الادعاء بأن يسوع قد صعد جسدياً إلى السماء.
يسوع الناصري كمسيح
كان على الأناجيل الأربعة أن تتعامل مع بعض المشاكل في ادعاءاتها بأن يسوع الناصري كان المسيح الموعود به في الكتب المقدسة اليهودية. لم يمت يسوع فحسب، بل مات بالصلب، كخائن لروما. ولم يتحقق الوعظ بملكوت الله الوشيك. نشأت استجابتان في مجتمعات أتباعه. في الإصحاحات 53-54 من النبي إشعياء، لدينا وصف "الخادم البار" الذي يعذب، ويتألم، ويموت، ثم يرتفع ليشارك عرش الله. في السياق التاريخي للنبي إشعياء، كان الخادم المتألم يمثل شعب إسرائيل. ادعى المسيحيون الأوائل الآن أن إشعياء كان يتنبأ بأن يسوع الناصري كان هذا الخادم المتألم.
إن مشكلة حقيقة أن ملكوت الله لم يتحقق عندما كان يسوع على الأرض قد تم حلها من خلال ابتكار مسيحي آخر. يعرف هذا باسم parousia أو المظهر الثاني. سيعود يسوع، الموجود الآن في السماء، في تاريخ مستقبلي، ومن ثم ستظهر العناصر المتبقية من ملك الله على الأرض. تبقى هذه القناعة مركزية في المسيحية، حيث تم تحديد التفاصيل في سفر الرؤيا من قبل يوحنا البطمسي.
حمل أتباع يسوع رسالته إلى مدن الإمبراطورية. والمثير للدهشة أن الأُمم- الوثنيين (غير اليهود) أرادوا الانضمام. في البداية ، نشأ نقاش حول ما إذا كان ينبغي عليهم التحول الكامل إلى اليهودية أولاً (الختان، والقوانين الغذائية، والاحتفال بالسبت). وقد اتخذ القرار حوالي عام 49 ميلادية في القدس ضد هذا المطلب. ولكن كان عليهم أن يتبعوا قوانين سفاح المحارم اليهودية، ولا يأكلوا اللحم الذي كان فيه دماء، وأن يتوقفوا عن عبادة الأصنام للآلهة التقليدية للإمبراطورية الرومانية. أدى الوعظ ضد الدين الروماني التقليدي في وقت لاحق إلى اضطهاد المسيحيين بحلول نهاية القرن الأول الميلادي.
بعد تلقي رؤية يسوع (الآن في السماء)، انضم بولس، وهو فرّيسي، إلى الحركة وبدأ في التبشير "بالأخبار السارة" في مدن مختلفة في الإمبراطورية الرومانية الشرقية. ولكن في السياق التاريخي لمجتمعات بولس، لم يكن هذا ديناً جديدا. كانت هذه هي اليهودية مع تطور. أنشأ بولس مجتمعات من مستويين تتكون من اليهود والأُمم، ولكن كلاهما يؤمنان بتحقيق التعاليم الأخروية للأنبياء. كان الكثير من نصائحه في الرسائل موجه نحو أتباع يسوع من حيث كيفية العيش في الفترة الانتقالية قبل عودته إلى الأرض. توقّع بولس أن يكون جيله هو الأخير من النظام القديم حتى حدث تحول الكون من خلال المسيح.
عبادة المسيح كإله
في مجتمعات بولس نجد أقدم دليل على أن يسوع الناصري كان يُعبد الآن مع إله إسرائيل (كشريك في عرش الله). تتألف هذه العبادة من صلوات وترانيم ليسوع، والمعمودية باسمه، وطرد الشياطين باسمه، وإحياء ذكرى وفاته من خلال الاجتماع معاً كل أسبوع لتذكر العشاء الأخير. وكما قال بولس، "يجب أن تنحني كل ركبة" أمام يسوع، الطقوس القديمة للتبجيل لله.
في رسالة بولس إلى أهل رومية، نجد أول إشارة إلى ما يمكن أن يشكل فهم موت يسوع كفارة. تشير الكفارة إلى طقوس ذبيحة من شأنها أن تصلح أو تُكفّر عن انتهاك لوصية الله. في رومية 5 ، طبق تشبيه "الرجل الأول ، الإنسان الأخير". آدم، الرجل الأول، أخطأ، وكان عقابه الموت لذريته. يسوع، آخر إنسان، مات وجلب الحياة الأبدية. أصبح هذا مفهوماً على أنه الأساس المنطقي لموت يسوع الناصري: مات يسوع ليس فقط من أجل خطايانا ولكن من أجل عقاب خطايانا، الموت الجسدي. إن الخلاص من خلال الإيمان (الولاء) ليسوع يعني أنه عندما يعود يسوع ، سيتحول أتباعه إلى أجساد روحية (لم تعد جسداً) ويشتركون في الحكم مع المسيح على الأرض (1 Corinthians 15). بعد أن مات الجيل الأول بالفعل، تم تعديل المفهوم لفكرة أنه على الرغم من أننا سنستمر في الموت، إلا أن المؤمنين يمكنهم الاستمتاع بالحياة الآخرة في السماء.
في منتصف القرن الثاني الميلادي، بدأ القادة المسيحيون (معظمهم من الأساقفة) الذين تم تعيينهم لاحقاً كآباء للكنيسة، في كتابة رسائل apologia- دفاعية للأباطرة الرومان وغيرهم دفاعاً عن المسيحية. كرجال متعلمين في مختلف مدارس الفلسفة، استخدموا المفاهيم الفلسفية للكون والمصطلحات لمنح وجهات النظر المسيحية عن يسوع ادعاءات فلسفية. وهكذا، فإن رفع يسوع الناصري من عامل عجائبي يهودي إلى مصدر لكل قوة في الكون.
مصادر حياة وخدمة يسوع
ليس لدينا مصادر معاصرة لحياة يسوع وخدمته. لم يكتب أحد في ذلك الوقت أي شيء. على عكس الاعتقاد الشائع، لم يكتب تلاميذ يسوع الأناجيل. في الواقع، كانت الأناجيل موجودة منذ حوالي مائة عام قبل أن يحدد المسيحيون لاحقاً أسماء ومؤلفين لها. كانت الخلفية المباشرة للأناجيل هي الثورة اليهودية ضد روما (66-73 ميلادية)، والتي انتهت بتدمير كل من القدس والهيكل. تم إلقاء اللوم في نهاية المطاف على اليهود بشكل جماعي، كعقاب على رفضهم ليسوع كمسيح. ميّز كتاب الأناجيل بين يهودهم والمتمردين من خلال تقديم موت يسوع كنتيجة للخلافات الدينية مع القيادة اليهودية. إن إعلان قاض روماني براءة يسوع يعني ضمنياً أن أتباعه أبرياء من الخيانة أيضا.
تم العثور على أقدم المصادر غير المسيحية ليسوع في أعمال يوسف بن ماتيتاهو (36 - حوالي 100 ميلادية)، وهو جنرال يهودي خلال الثورة. غيّر موقفه وانتقل لاحقاً إلى روما لكتابة عدة مجلدات من تاريخه عن اليهود. كانت هذه الأعمال محفوظة من قبل المسيحيين، وتتعلق بقصة موت يوحنا المعمدان (مختلفة عن رواية مرقس) وإعدام يعقوب، شقيق يسوع في عام 62 ميلادية. هناك أيضاً مقطع مثير للجدل يعرف باسم Testimonium Flavianum- شهادة فلافيان. تعترف الشهادة بأن يسوع هو المسيح ولكنها تظل مثيرة للجدل لأنه لا يوجد مكان آخر في كتاباته يذكر فيه يسوع مرة أخرى. يناقش العلماء ما إذا كان هذا القسم قد أضيف من قبل مسيحي لاحق.
المصادر الرومانية الأولى تأتي من كتابات لاحقة. كتب بليني الأصغر (حاكم بيثينيا على شواطئ البحر الأسود) عن المحاكمات المسيحية حوالي عام 110 ميلادية. وروى المؤرخ تاكيتوس (كتب حوالي عام 110 م ، يليه سويتونيوس ، حوالي 120 م) ، قصة اضطهاد نيرو (حكم 54-68 ميلادية) للمسيحيين في روما بعد الحريق الكبير في عام 64 ميلادية.
المسيحية كديانة شرعية
لما ما يقرب ال 300 عام، تعرض المسيحيون للاضطهاد من قبل روما بسبب غضبهم من الآلهة. في عام 312 ميلادية، قاتل قسطنطين الأول (حكم 306-337 ميلادية) منافسين آخرين على لقب إمبراطور الإمبراطورية الرومانية الغربية. فاز في معركة جسر ميلفيان في روما ونسب الفضل في النصر إلى إله المسيحيين. أصبحت المسيحية الآن ديناً قانونياً من خلال مرسوم ميلان في عام 323 ميلادية، ولم تعد عرضة للاضطهاد.
خلال كل هذا الوقت، لم تكن هناك سلطة مركزية مثل البابا في الفاتيكان في وقت لاحق لتحديد المعتقدات والطقوس المسيحية القياسية. اتبعت المجتمعات حرفياً تعاليم قادتها (الأساقفة الآن) واستمرت في الجدال مع بعضها البعض. عندما اعتنق قسطنطين الكبير، اختار تعاليم آباء الكنيسة التي ستصبح في نهاية المطاف اللاهوت القياسي للمسيحية.
حوالي عام 325 ميلادية، كانت المجتمعات المسيحية تناقش - وأحياناً بعنف - العلاقة بين يسوع وإله إسرائيل. دعا قسطنطين إلى اجتماع مسكوني في نيقية في تركيا الحديثة لتسوية القضية. وكانت نتيجة هذا الاجتماع ابتكاراً آخر، قانون الإيمان النيقاوي، الذي كان على جميع المسيحيين أن يؤمنوا به. وباحتفاظهم بميراثهم من اليهودية، كان إله إسرائيل أعظم إله ولكن الآن كان يجب أن يُعبد في وقت واحد مع يسوع كجوهر متطابق لله، جنباً إلى جنب مع روح الله (الروح القدس). أصبح هذا المفهوم يعرف باسم الثالوث.
تم حل عنصر أخير في مجمع خلقيدونية في عام 451 ميلادية. وهذا ينطوي على الطبيعة البشرية أو الإلهية للمسيح. بعد سلسلة من المناقشات، اجتمع القادة للبت في القضية وأعلنوا أن يسوع كان من طبيعتين، في وقت واحد بشري وإلهي. فالطبيعتان لم تتأثرا أبداً ببعضهما البعض. وظلت عناصر فريدة ومتميزة من يسوع الناصري.
المسيحية المُعاصرة
في عام 1053 ميلادية، انقسمت الكنائس المسيحية في الإمبراطورية الشرقية والإمبراطورية الغربية حول الاختلافات العقائدية. يشار إلى الكنائس الشرقية مجتمعة باسم المجتمعات الأرثوذكسية. كان الإمبراطور البيزنطي في القسطنطينية الرئيس الأعلى لهذه المجتمعات حتى الغزو الإسلامي في عام 1453 ميلادية تحت حكم الأتراك العثمانيين.
في أوروبا الغربية، كان الفاتيكان يُهيمن على كنيسة العصور الوسطى، برئاسة البابا الكاثوليكي في روما. في عام 1519 ميلادية، رفض راهب أوغسطيني يُدعى مارتن لوثر العديد من طقوس ومعتقدات هذا النظام وأنشأ ما أصبح يعرف باسم الإصلاح البروتستانتي. ركز لوثر على الإيمان وحده كطريق للخلاص الفردي.
خلال فترة التوسع الاستعماري، أخذ المبشرون المسيحيون تعاليم مجتمعاتهم المختلفة إلى الصين واليابان وأفريقيا والأمريكتين. اليوم ، المسيحية هي واحدة من أكبر الديانات في العالم في حوالي 1.3 مليار معتنق. بينما نعيش في عالم علماني، يظل تقويمنا بارزاً من خلال الأعياد المسيحية التي تعيد تمثيل الأحداث من حياة يسوع.