عصر الاضمحلال الثالث في مصر

تعريف

Joshua J. Mark
كتبه (a)، ترجمه (t)
نشر بتاريخ 11 October 2016
اطبع المقال PDF
Tanis (by Brigitte Djajasasmita, CC BY-NC-ND)
تانيس (صان الحجر)
Brigitte Djajasasmita (CC BY-NC-ND)

عصر الاضمحلال الثالث (حوالي 1069-525 ق.م) هو العصر الذي أعقب الدولة الحديثة في مصر (حوالي 1570-1069 ق.م) وسبق العصر المتأخر (حوالي 525-332 ق.م). قسم علماء المصريات في أواخر القرن التاسع عشر تاريخ مصر إلى عصور "دول" و"عصور اضمحلال" لإيضاح تاريخ البلاد، ولم يستخدمها المصريون القدماء أنفسهم.

يستخدم مصطلح "دولة" لتعريف عصر من الحكم المركزي القوي، في حين يشير مصطلح "عصر الاضمحلال" إلى عصر من الفُرْقَة والانقسام في الحكم. كانت العلاقات متوترة بين مملكتي أهناسيا وطيبة، في عصر الاضمحلال الأول، وبين طيبة والهكسوس في أواريس شمال مصر، والنوبيين في الجنوب، خلال عصر الاضمحلال الثاني.

تقسيم السلطة

كانت السلطة في عصر الاضمحلال الثالث، موزعة بالتساوي تقريبًا بين تانيس وطيبة في البداية، ومُتَأَرْجِحة في بعض الأحيان في اتجاه أو آخر، وحكمت المدينتان معًا على الرغم من اختلاف أجنداتهما في كثير من الأحيان. كانت تانيس مقر الحكم العلماني، في حين كانت طيبة دولة دينية. يجب فهم كلمة "علماني" هنا على أنها "براغماتي"؛ نظرًا لعدم وجود فصل بين الحياة الدينية والحياة اليومية في مصر القديمة. كان حكام تانيس يتخذون قراراتهم بناءً على الظروف ويقبلون المسؤولية، بالرغم من أنهم كانوا يستشيرون الآلهة بالتأكيد. كان كبار الكهنة في طيبة يستشيرون الإله آمون مباشرةً في كل جانب من جوانب الحكم، في الواقع، يمكن اعتبار آمون "ملك" طيبة الفعلي.

كان ملك تانيس وكاهن طيبة الأكبر غالبًا ما يكونان على صلة قرابة من أسرتي الحكم، كما كان الحال دائمًا، ويتضح ذلك بوضوح في منصب زوجة الإله آمون، وهو منصب يتمتع بسلطة وثروة كبيرتين، حيث شغلته ابنتا حاكمي تانيس وطيبة. نفذت المدينتان مشروعات وسياسات مشتركة، كما يتضح من النقوش التي تركها الملوك والكهنة، وكان كل منهما يتفهم ويحترم شرعية الآخر.

يجب الاخذ في الاعتبار، أنه لطالما عُدّ عصر الاضمحلال الثالث، خاتمةً ما للتاريخ المصري وعصرًا أكثر ظلمة من الفوضى والانهيار مقارنة بعصور الاضمحلال السابقة. لم يكن أي من عصور الاضمحلال السابقة فوضوية بالقدر الذي فسر به علماء المصريات الأوائل (حتى اللاحقون منهم) ذلك العصر. كانت آراء هؤلاء الباحثون الأوائل متأثرة إلى حد بعيد بزمنهم وبشكل الحكومة التي اعترفوا بشرعيتها. عُدّ الحكم المركزي القوي أمرًا جيدًا، في حين كان الانقسام أمرًا شديد الْخَطَر، في الواقع، حافظت عصور الاضمحلال الثلاث على استمرارية الثقافة دون وجود حكومة مركزية موحدة، وأسهمت كل منها بمساهماتها الخاصة في تاريخ مصر.

Map of the Third Intermediate Period
خريطة عصر الاضمحلال الثالث
Jeff Dahl (CC BY-SA)

كان الفارق بين أول عصري اضمحلال والثالث، ان مصر لم تنهض مرة أخرى لتواصل مسيرتها نحو آفاق أعلى بعد الثالث؛ ففي الجزء الأخير من الأسرة الثانية والعشرين، انقسمت مصر بسبب الحرب الأهلية، وبحلول الأسرة الثالثة والعشرين، انقسمت البلاد بين ملوك مزعومين حكموا من أهناسيا، وتانيس، والأشمونين، وطيبة، ومنف، وصان الحجر. أدى هذا الانقسام إلى استحالة الدفاع الموحد عن البلاد، فغزا النوبيون مصر من الجَنُوب.

شهدت الأسرتان الرابعة والعشرون والخامسة والعشرون التوحد تحت حكم النوبيين، لكن البلاد لم تكن قوية بما يكفي لمقاومة تقدم الآشوريين أولًا تحت قيادة آسرحدون (681-669 ق.م) في (671/670 ق.م) ثم تحت قيادة آشوربانيبال (668-627 ق.م) في (666 ق.م.)، وبالرغم من طرد الآشوريين من البلاد، لم تكن مصر تمتلك الموارد اللازمة لصد الغزاة الآخرين؛ حيث أنهى الغزو الفارسي عام 525 ق.م استقلال مصر حتى صعود الأسرة الثامنة والعشرين وأميرتايوس (حوالي 404-398 ق.م) في العصر المتأخر، الذي حرر مصر السفلى من السيطرة الفارسية.

لم يتمكن أميرتايوس مع ذلك، من توحيد البلاد تحت الحكم المصري، واستمر الفرس في السيطرة على صعيد مصر. حققت الأسرة الثلاثون (حوالي 380-343 ق.م)، - وهي تنتمي أيضًا للعصر المتأخر - الوحدة، لكنها لم تدم طويلًا وعاد الفرس في عام 343 ق.م للاحتفاظ بمصر كولاية حتى استولى عليها الإسكندر الأكبر في عام 331 ق.م، لذلك، يُنظر إلى هذا العصر عمومًا على أنها عصر انحدار طويل أدي إلى اِنْتِكَاس الثقافة المصرية، ورغم أن هذا التفسير مفهوم، إلا أنه ليس دقيقًا تمامًا.

طبيعة عصر الاضمحلال الثالث

أدى هذا الاختلاف بين عصري الاضمحلال الأول والثاني والثالثة، إلى قيام عدد من الباحثين، من القرن التاسع عشر والعشرين، حتى الوقت الحاضر، بتوصيف هذا العصر على أنه نهاية التاريخ المصري وانهيار الثقافة، كما صُوِّرَ عصري الاضمحلال السابقين على أنهما "عصور مظلمة" من الفوضى والاضطراب، لكن عصر الاضمحلال الثالث حظي بأسوأ معاملة لأنه لم يكن هناك دولة وسطى أو جديدة مجيدة تلتها، بل فقط عصر متأخر الذي غالبًا ما يُنظر إليه على أنه مجرد استمرار لتدهور عصر الاضمحلال الثالث. هذه التفسيرات تسيء كثيرًا إلى العصور، على الرغم من افتقارها إلى الوحدة والتجانس التقليديين للعصور السابقة، إلا أنها حافظت على إحساس قوي بالثقافة.

استمرت مراسم الدفن المصرية، التي أسفرت عن بعض من أروع الأعمال الفنية للطبقة العليا والمقابر الملكية. أُنتِجَت أعمال فنية ذات تفاصيل مذهلة وابتكارات، خاصةً في البرونز والفخار والفضة والذهب، خلال هذا العصر، بالإضافة إلى نقوش ورسومات وتماثيل معقدة. كانت مشروعات البناء محدودة خلال هذا العصر من حيث العدد والنطاق، لأن الموارد والحكومة المركزية القادرة على تنظيم مشروعات واسعة النطاق لم تكن متوفرة حتى عهد أمازيس (أحمس الثاني، 570-526 ق.م) من الأسرة السادسة والعشرين، ثم توحيد البلاد لاحقًا في عهد الأسرة الثلاثين.

يبدو أن الممارسات الدينية كانت تركز على مفهوم الفرعون باعتباره ابنًا للإله، مما أدى إلى ظهور الماميسي (بيت الميلاد)، وهو معبد محلي مخصص لعبادة الإله الطفل المولود من اتحاد إلهين قويين، أحدهما كان يرتبط عادة بالشمس. كان لمفهوم ثالوث الآلهة (الأبُّ والأم والطفل) تاريخ طويل في مصر واستمر خلال هذا العصر مع شعبية عبادة إيزيس وثالوث أوزوريس وإيزيس والطفل الإله حورس. استمرت عبادة آمون، خاصة في طيبة، لكن عبادة إيزيس استمرت لفترة أطول من عبادة آمون وانتقلت لاحقًا إلى روما لتؤثر على المعتقدات المسيحية المبكرة.

Amun
أمون
Joanna Penn (CC BY)

بدأ عصر الاضمحلال الثالث مع انتهاء عهد رمسيس الحادي عشر (1107-1077 ق.م)، آخر فراعنة الدولة الحديثة. أخذت سلطة فراعنة الدولة الحديثة العظماء في التضاؤل طوال الأسرة العشرين (حوالي 1190-1077 ق.م)، في حين نمت سلطة كبار كهنة آمون، وبحلول نهاية الدولة الحديثة، كان الإله آمون هو الحاكم الفعلي لمصر، حيث لم يعد الفرعون يعتبر وسيطًا ضروريًا بين الشعب وآلهته.

كانت عبادة آمون، ومقرها معبد الكرنك العظيم والمتوسع باستمرار في طيبة، تملك من الأراضي والثروات أكثر مما يملكه الفرعون، وأصبح نفوذها كبيرًا، وبدلًا من أن يقوم الفرعون بتفسير مشيئة الآلهة، كان الكهنة يستشيرون آمون نفسه، وكان الإله يجيبهم، أما القضايا المدنية والجنائية وأمور السياسة والقضايا الداخلية فكان الإله يفصل فيها جميعًا. كتب المؤرخ مارك فان دي ميروب:

"اتخذ الإله قرارات الدولة في الممارسة الفعلية، وكان يقام مهرجان منتظم للحضور الإلهي في الكرنك عندما كان تمثال الإله يتواصل من خلال العرافين عن طريق الإيماء بالموافقة عندما يوافق. أصبحت العراف الإلهي مهم في الأسرة الثامنة عشرة، حتى شكل في عصر الاضمحلال الثالث أساس الممارسة الحكومية." (266)

دفن سمندس (حوالي 1077-1051 ق.م)، وهو حاكم مصر السفلى الذي حكم من تانيس، وربما كان متزوجًا من إحدى أفراد العائلة المالكة، رمسيس الحادي عشر عند وفاته. دفن سمندس الملك السابق، وفقًا للتقاليد المصرية، وادعى الحق الشرعي في الحكم ونقل العاصمة من مدينة بر- رمسيس إلى تانيس، ولكن بحلول هذا الوقت، كان الكهنة في طيبة أقوياء بما يكفي ليتمكنوا من المطالبة بشرعيتهم في الحكم، وانقسمت البلاد بين حكم مصر السفلى من تانيس وحكم مصر العليا من طيبة، ولكن على عكس التفسيرات السابقة لذلك العصر، لم يؤد هذا الانقسام إلى حرب أهلية أو صراع داخلي. يلاحظ عالم المصريات جون تايلور:

"صحيح أن هذا العصر اتسمت بالتوترات حول السيطرة على الأراضي والموارد، مما أدى في بعض الأحيان إلى نشوب صراعات، لكن العنف لم يكن متوطنًا؛ كان هذا العصر مستقر كليًّا ويمثل أكثر من مجرد عصر اضمحلال فرعوني التقليدي في الحكم." (شو، 324)

أسس سمندس الأسرة الحادية والعشرين، وبالرغم من عدم قوتها مثل العصور السابقة، إلا أنها حافظت على ثقافتها ووسعتها وعمقتها في نهاية المطاف مع وصول الليبيين (المعروفين باسم المشواش أو المي) إلى الحكم، واندماج العادات الأجنبية في الثقافة المصرية. نجد في عصر الأسرة الحادية والعشرين، عددًا من الحكام الذين يحملون أسماء مصرية والذين كانوا على الأرجح ليبيين، وفي الأسر الأخيرة حكم ليبيون من تانيس وطيبة تحت أسماء ليبية، مما يدل على قَبُول غير المصريين في مناصب السلطة؛ وهو وضع لم يكن من الممكن تحمله في العصور المصرية السابقة، وبعيدًا عن عصر الصراعات، كان الجزء الأول من عصر الاضمحلال الثالث عصر تسامح وتعاون ملحوظين. كتب فان دي ميروب:

"اعترف ملوك تانيس وكبار كهنة طيبة بوجود بعضهم البعض دون ضغائن، حيث كانوا يساعدون بعضهم البعض بانتظام ويتصرفون بشكل مشترك، فعلى سبيل المثال، أرسل الملك سمندس مساعدة إلى طيبة عندما هدد الفيضان معبد الأقصر، وساعد الكاهن الأكبر بينوزم الأول الملك بسوسنس الأول عندما بنى معبد آمون في تانيس، وترك الاثنان نقوشًا مشتركة. كانت العَلاقة بين البيتين شخصية للغاية؛ فمؤسس الأسرة، سمندس، ربما كان ابن الكاهن الأكبر حريحور، وابنته تزوجت من الكاهن الأكبر بينوزم الأول... تعايشا في إطار اتفاق يمكن تشبيهه بالاتفاق بين الكنيسة والدولة في التاريخ الأوروبي: قبلت السلطتان العَلمانية والدينية مناطق نفوذ كل منهما. كان البيت الملكي الشمالي في مصر في عهد الأسرة الواحد والعشرين، يحكم البلاد كلها اسميًا، لكنه في الواقع سُمح لفرع آخر من الأسرة الحاكمة بإدارة الجَنُوب على أساس منصبه الكهنوتي." (270)

كان هذا التقسيم في الحكم ناجحًا، حيث استطاع ملوك تانيس أن يحكموا مصر السفلى، بينما كهنة طيبة الصعيد، مع الاهتمام بتكوين أكثر من حكومة مركزية في منف أو بر-رمسيس أو طيبة تدير خَيْر البلاد كلها، ومع ذلك، فبدون حكومة مركزية قوية تضع معيارًا تلتزم به كل منطقة من مناطق مصر، كانت المناطق الإدارية المختلفة في البلاد تأخذ ما تستطيع من السلطة وتزدهر أو تعاني العوز وفقًا لذلك.

تانيس وطيبة

كانت تانيس في الأرجح قرية أو مدينة صغيرة خلال عصر الدولة الحديثة، ونمت كمركز تجاري ونقطة وصول إلى النيل خلال السنوات الأخيرة من ذلك العصر، وبالرغم من أن سمندس حكم من المدينة، إلا أن تاريخها المبكر غير واضح حيث لم يُعثر على أي دليل أثري هناك قبل عهد بسوسنس الأول (حوالي 1047-1001 ق.م)، ثالث ملوك الأسرة الحادية والعشرين، ومن المرجح أن يكون سمندس هو الذي بناها من أنقاض مدينة بر-رمسيس. اعتقد علماء المصريات الأوائل الذين اكتشفوا المدينة أنها بُنيت على يد رمسيس الثاني (1279-1213 ق.م) بسبب عدد نقوشه على أحجار الأساس. أظهرت الدراسات الحديثة أن هذه الأحجار كانت في الأصل جزءًا من عاصمة بر-رمسيس التي أعيد استخدامها في تانيس.

صُممت تانيس باعتبارها مدينة جديدة، على غرار واحدة من أعظم المدن في تاريخ مصر: طيبة، من معبد آمون إلى الشوارع والأحياء، كانت المدينة الجديدة في مصر السفلى تحاكي المدينة الأقدم بكثير في الجَنُوب، وفعل ملوك تانيس الشيء نفسه واتخذوا الألقاب والأزياء والمسؤوليات التقليدية لفراعنة العصور القديمة حين كانت طيبة هي العاصمة.

The Great Sphinx of Tanis
أبو الهول العظيم من تانيس (صان الحجر)
fmpgoh (CC BY-NC-ND)

كانت طيبة فعلًا مدينة راسخة ومكتظة بالسكان بحلول عام 3200 ق.م تقريبًا، وكانت عاصمة البلاد خلال الدولة الحديثة، وموقعًا لأكبر وأهم مركز ديني في البلاد: معبد آمون في الكرنك. كان كهنة آمون في طيبة بالتأكيد، لديهم السلطة والسابقة لإعلان أنفسهم "الملوك الحقيقيين" لمصر من المدينة القديمة وسحق "المدعين" في تانيس - لكنهم لم يفعلوا ذلك أبدًا، فضلًا على ذلك، لا يوجد دليل على أنهم كانوا يعتبرون ملوك تانيس أي شيء سوى الحكام الشرعيين، وتوضح النقوش أن المسؤولين في طيبة كانوا يعتبرون ملوك تانيس ملوك مصر الشرعيين مع الاعتراف بكبار كهنتهم أيضًا.

تعكس أسر عصر الاضمحلال الثالث هذا التقسيم في السلطة، فبجانب مؤرخ القرن الثالث قبل الميلاد مانيتون، لا توجد قوائم ملوك رسمية كما هو الحال في العصور الأخرى من التاريخ المصري. يشير تايلور إلى أنه "ثبت أن وضع إطار تاريخي سليم لهذه العصور أكثر صعوبة من أي عصر رئيس أخر من التاريخ المصري" بسبب عدم وجود قائمة ملوك أو أي وثائق أخرى مهمة يعتمد عليها علماء المصريات عادة (شو، 324)، ثم أن قائمة ملوك مانيتون أكثر تشويشًا بالنسبة لهذا العصر من العصور الأخرى، مما أدى إلى تسلسل زمني مربك للحكم مع مَدّ وجزر للسلطة يتأرجح بين كبار كهنة آمون في طيبة وملوك تانيس، وفيما بعد في مراكز السلطة الأخرى. كتب فان دي ميروب:

"بالمقارنة مع الدولة الحديثة ولا سيما عصر الرعامسة، فإن مصادر عصر الاضمحلال الثالث محدودة، وينطبق ذلك على جميع طبقات المجتمع. توقفت قرية دير المدينة عن إنتاج الوثائق الوفيرة عن الحياة اليومية، ولم يعد هناك سوى اكتشافات متفرقة توضح كيف كان يعيش الناس خارج المعابد والقصور خلال هذا العصر." (261)

يشير فان دي ميروب مع ذلك، إلى أن ندرة السجلات من هذا الوقت قد ترجع، جزئيًا في الأقل، إلى تخزينها في تانيس ومدن أخرى في منطقة الدلتا المستنقعية في مصر "حيث تسببت الظروف المناخ الرطب في تحلل العديد من البقايا" (261)، لكن هذا مجرد تكهنات، عُثِرَ على عدد قليل من السجلات في منطقة الدلتا. كان من المعتاد الاحتفاظ بالسجلات الرسمية في عاصمة الدولة، ولكن بما أنه كانت هناك عاصمتان في الأساس، فمن غير الواضح لماذا اُحْتُفِظَ بها في تانيس وليس في طيبة التي كانت بها مبانٍ كانت تخدم هذا الغرض في الماضي وحيث كان المناخ أكثر جفافًا.

ومهما كان السبب، فالنتيجة هي فقدان كم هائل من المعلومات عن هذا العصر وما يصاحب ذلك من صعوبة في إعادة بنائه بشكل كامل كغيره. يظهر بعض الملوك البارزين من الغموض، كما ظهر بعض النساء المثيرات للإعجاب في منصب زوجة الإله آمون، ولكن التسلسل الزمني الثابت للعصور الماضية غير ممكن في هذا العصر.

الأسرة الواحدة والعشرون

أسس سمندس الأسرة الحادية والعشرين ولكن من الواضح أنه كان مهمًا بما فيه الكفاية قبل وفاة رمسيس الحادي عشر لتبرير ذكره، ففي "قصة ون آمون" (المعروفة أيضًا باسم تقرير وينامون)، التي ربما يعود تاريخها إلى أواخر عصر الدولة الحديثة، يزور مسؤول حكومي من طيبة يدعى وينامون سمندس في تانيس في طريقه إلى جبيل في حين لم يرد أي ذكر لرمسيس الحادي عشر أو البلاط في بير رمسيس على الإطلاق.

عُدّت قصة وينامون في الماضي وثيقة تاريخية حقيقية، ولكن الدراسات الحديثة تفسرها على أنها رواية تاريخية، في كلتا الحالتين، تقدم القصة عددًا من الجوانب المثيرة للاهتمام حول مصر في أواخر عصر الدولة الحديثة/أوائل عصر الاضمحلال الثالث: كان حكام الأقاليم مثل سمندس أكثر أهمية من الفرعون، وكانت رحلة استكشافية بسيطة لجلب الأخشاب اللازمة لبناء سفن مهمة كبيرة، في حين أنها في عصر الدولة الحديثة كانت سهلة للغاية لدرجة أنها لم تُذكر حتى، ثم أن المكانة التي كانت تتمتع بها مصر بين جيرانها تراجعت بشكل كبير.

ربما كان سمندس قويًا بما يكفي ليُذكر، لكنه لم يكن يسيطر إلا على مصر السفلى، حتى ذلك لم يكن كثيرًا. حكم سمندس في نفس العصر تقريبًا الذي حكم فيها الكاهن الأكبر حريحور في طيبة حوالي (1080 إلى 1074 ق.م)، كان حريحور قائدًا في الجيش - مثل جميع كهنة آمون الكبار - ولكنه لم يكن له تأثير يذكر خارج مدينة طيبة. كان هذا هو النموذج السائد في معظم عصر الاضمحلال الثالث، حيث مُكِّنَ حكام الأقاليم كما في عصر الاضمحلال الأول، على حساب أي من جانبي الحكومة المركزية، وفشلت كل من تانيس وطيبة في ممارسة أي نفوذ كبير على البلاد كلها.

Stela of Herihor
لوحة حريحور
Rob Koopman (CC BY-SA)

كان ملوك الأسرة الحادية والعشرين على الأرجح ليبيين يحكمون تحت أسماء مصرية، كما كان الحال مع الكهنة في طيبة، ربما بسبب النموذج الليبي للممالك الصغيرة والمركزية، كانوا راضين عن مناطق نفوذهم أو ربما كانوا يعتقدون فعلًا أنهم يحكمون مصر الموحدة بشكل مشترك. كانت مصر في الواقع، تنقسم بشكل مطرد إلى حكم إقليمي طوال الجزء الأخير من عصر رعامسة الدولة الحديثة، كانت مصر طوال ذلك العصر، تتوحد تحت قيادة زعيم قوي لتتفكك مرة أخرى.

شيشنق الأول الأسرة الثانية والعشرون

كانت الأسرة الثانية والعشرون ليبية أيضًا، حيث حكم ملوكها الآن علنًا بأسماء ليبية. أسسها شيشنق الأول (943-922 ق.م)، الذي وحد مصر وشرع في حملات عسكرية تذكرنا بأيام مصر الإمبراطورية ، ويُعتقد أنه هو شيشنق المذكور في الكتاب المقدس الذي نهب القدس ونقل كنوز هيكل سليمان كما هو موصوف في سفر الملوك الأول (11:40) (14:25-26)، وسفر الأخبار الثاني (12:2-9)، بالرغم من الطعن في هذا الادعاء. ترك شيشنق الأول نقشًا عن حملته على يهوذا وفلسطين في الكرنك يدعم الصلة التوراتية، لكنه لا يذكر القدس بين المدن التي نُهبت. يشير هذا الإغفال بالنسبة لبعض العلماء، إلى أن شيشنق الأول ليس شيشنق التوراتي، بالرغم من أن كل جوانب النقش الأخرى تدعم الادعاء بأنه هو.

وحّد شيشنق الأول مصر، وشن حملات عسكرية تُذكّر بأيام الإمبراطورية المصرية، يُعتقد أنه شيشنق المذكور في الكتاب المقدس، الذي نهب القدس وكنز هيكل سليمان.

أجرى شيشنق الأول إصلاحات في حكومة تانيس والكهنوت في طيبة. لم يعد الكهنوت منصبًا وراثيًا، بل أصبح منصبًا يعينه الملك؛ وينطبق هذا أيضًا على اختيار زوجة الإله آمون، وأدت حملاته العسكرية إلى تنشيط اقتصاد مصر، وبدأت البلاد في عهده تشبه إلى حد ما مصر في عصر الدولة الحديثة.

لم تدم نجاحاته مع ذلك طويلًا بعد وفاته؛ فبين عامي (922 و872 ق.م)، سعى خلفاؤه إلى الاستفادة من إنجازاته فقط دون إضافة الكثير إليها. يصعب معرفة ترتيب الملوك بشكل مؤكد، نظرًا لفقدان السجلات الخاصة بذلك العصر ووجود التباس فيها، لكن الأدلة الأثرية تدعم الرأي القائل بأن إنجازات ذلك العصر كانت قليلة.

تولى أوسركون الثاني (872-837 ق.م) في عام 872 ق.م، العرش وحافظ على تماسك البلاد، ولكن بعد حكمه انقسمت مصر إلى ممالك منفصلة تحكم من إهناسيا، وتانيس، وسايس، ومنف، والأشمونين في مصر السفلى، ومن طيبة في مصر العليا.

الأسرة الرابعة والعشرون والخامسة والعشرون

أدرك الملك الكوشي كاشتا في الجَنُوب (حوالي 750 ق.م) ضعف مصر وسعى للاستفادة من ذلك. كان كشتا معجبًا جدًا بالثقافة المصرية وقام بـ "تمصير" عاصمته نبتة، وكذلك مملكته. كان لدي كاشتا علاقات قوية مع طيبة عن طريق التجارة، وكان على دراية بعملية تعيين الكهنة والمسؤولين الكبار الآخرين. عيّن كشتا ابنته أماني ريديس الأولى زوجة للإله آمون، نظرًا لانعدام حكم مركزي من مصر السفلى قادر على ممارسة أي سلطة في مصر العليا.

كانت أهمية هذا المنصب هائلة، كما يشير فان دي ميروب: "كانت الأهمية السياسية لهؤلاء النسوة كبيرة جدًا ومعترف بها علنًا، وكثيرًا ما كنّ يقمن بدور الوصيات على آبائهن أو إخوانهن في منطقة طيبة، حيث كنّ يتخذن صفة الملكات هناك" (275). استولت أماني ريديس الأولى فعليًا على طيبة، ومن ثم على صعيد مصر. استولى كشتا، مع انقسام مصر السفلى، على البلاد سلميًا وأعلن نفسه ملكًا على مصر العليا والسفلى.

عزز ابنه بيا (747-721 ق.م) سيطرة النوبة على صعيد مصر، وعندما اعترض ملوك مصر السفلى، قاد جيشه الضخم ضدهم. غزا بيا مصر السفلى، واستولى على جميع المدن الرئيسة وأخضعها، ثم عاد إلى موطنه في نبتة. أصبحت مصر الآن تحت حكمه من الناحية الفنية، لكنه ترك ملوك مصر السفلى لإعادة تنظيم صفوفهم وإعادة تأسيس سلطتهم.

خلف بيا (721-707 ق.م)، شقيقه شباكا، الذي غزا مصر السفلى حتى مدينة صان الحجر. أصبحت مصر الآن تحت سيطرة النوبيين، ولكن على عكس التفسيرات السابقة لهذا العصر، استمرت الثقافة والتقاليد المصرية في البقاء. كان شباكا، مثل كاشتا وبيا من قبله، معجبًا بحضارة مصر العريقة وسعى إلى الحفاظ عليها. عُيِّنَ ابنه، الذي يحمل الاسم المصري حور إم أخت، كاهنًا أكبر لأمون في طيبة، وتتميز فترة حكمه بمشروعات بناء في جميع أنحاء مصر، والحفاظ على الوثائق التاريخية، وتأمين الحدود ضد الغزو.

Taharqa
طهارقة
Rita Wallaert (CC BY-NC-SA)

خلفه شبتكو (707-690 ق.م)، وهو الشقيق الأصغر أو ابن أخو شباكا، الذي اختار اسم العرش المصري دجيد- كاو - رع. ورث شبتكو دولة قوية، ولكنه ورث أيضًا عدوًا قويًا وهم الآشوريين. عَدّ المصريون غزو شيشنق الأول ليهوذا وفلسطين إنجازًا عظيمًا، ولكن على المدى الطويل، أدى ذلك إلى إضعاف البلاد عن طريق إزالة منطقة عازلة مهمة.

بدأ فراعنة الدولة الحديثة عقب عصر الاضمحلال الثاني، سياسة توسعية لمنع أي غزوات مستقبلية مثل: غزو الهكسوس. تقلصت هذه المناطق العازلة وفقدت مصر قوتها السابقة، أثناء عصر الاضمحلال الثالث، ولكن لا تزل هناك دول على حدودها، مثل: يهوذا وفلسطين، التي كانت تخدم نفس الغرض. أدى غزو شيشنق الأول لتلك المناطق إلى جعل حدود مصر متاخمة لحدود الآشوريين، دون وجود منطقة عازلة بينهما.

مَنَحَ شباكا الملاذ للمتمرد أشدود، الذي ثار ضد الملك الآشوري سرجون الثاني (722-705 ق.م)، كما دعمت مصر في عهد شبتكو، يهوذا ضد سنحاريب خليفة سرجون الثاني (705-681 ق.م). اُغتيلَ سنحاريب قبل أن يتمكن من شن حملة ضد مصر، لكن ابنه أسرحدّون نفذ هذه الحملة، حيث غزا مصر عام 671 ق.م في عهد الملك النوبي طهارقة (حوالي 690-671 ق.م) الذي يُعتقد أنه الملوك التوراتي تُرْهَاقَةَ من سفر الملوك الثاني 19:9 (بالرغم من أن هذا الادعاء موضع خلاف). أسر أسرحدّون عائلة طهارقة وعددًا من النبلاء الآخرين وأرسلهم مكبلين بالسلاسل إلى نينوى، لكن طهارقة تمكن من الفرار. خلفه تنوت أمون (حوالي 669-666 ق.م)، الذي استعاد مصر من الآشوريين وأثار غضب ابن أسرحدّون وخليفته آشور بانيبال، الذي غزا مصر في عام 666 ق.م.

الأسرة السادسة والعشرون (عصر صان الحجر) والغزو الفارسي

لم يهتم الآشوريين باحتلال مصر، وتركوها تحت حكم نخاو الأول (حوالي 666 ق.م)، الذي أصبح ملكًا دمية لهم. قُتل نخاو الأول في حملة تنوت أمون لتحرير مصر من الآشوريين، وانتقل الحكم إلى ابنه، پسماتيك الأول (حوالي 665-610 ق.م). عُدّ پسماتيك الأول مؤسس الأسرة السادسة والعشرين، وبدأ ما يُعرف بعصر صان الحجر في تاريخ مصر، حيث حكم الملوك من مدينة صان الحجر في شمال الدلتا.

يبدو أن پسماتيك الأول التزم بسياسات الآشوريين، لكنه كان في الواقع يخطط بعناية للإطاحة بهم. في عام 656 ق.م، حيث شن هجومًا بحريًا على طيبة وأجبر زوجة الإله آمون على تفضيل ابنته نيتوكريس الأولي كخليفة له. تولت نيتوكريس الأولى منصب زوجة الإله آمون وسيطرت على طيبة، في حين شن پسماتيك الأول حملة ضد المسؤولين المحليين والحكام الذين حافظوا على السياسات الآشورية.

قام پسماتيك بإصلاح الحكومة في صان الحجر وبدأ مشروعات بناء تساير التقاليد الملكية، بعد تحرير مصر من الحكم الآشوري، ينتهي عصر الاضمحلال الثالث وفقًا لبعض العلماء، هنا مع توحيد مصر على يد پسماتيك الأول، لكن هذا التفسير لا يبدو منطقيًا؛ حيث مشت الأسرة السادسة والعشرون على خُطا پسماتيك وحافظت على سياساته ورؤيته، وتضع النظرة الأكثر شمولية نهاية هذا العصر في مكانها الصحيح: في ختام عصر صان الحجر.

كان پسماتيك الأول قائدًا قويًا أعاد إلى رعاياه مجد مصر السابق عن طريق مشروعاته الضخمة وتجديداته وترميماته وإنجازاته العسكرية. بِنَى ابنه، نخاو الثاني (610-595 ق.م) على إنجازات والده عن طريق قيادة الحملات العسكرية، وتكليف مشروعات البناء، وتوسيع الجيش. لم يكن المصريون أبدًا شعبًا بحريًا عظيمًا، وإدراكًا لذلك، أنشأ نخاو الثاني أسطولًا بحريًا باستخدام مُرْتَزِقَة يونانيين، الذي أثبت فعاليته. يُصوَّر نخاو الثاني عادةً على أنه محارب عظيم وقائد عسكري عزز البلد الذي ورثه، ويُعرف في الكتاب المقدس، بأنه الملك المصري الذي قتل يوشيا ملك يهوذا في معركة مجدو (سفر الملوك الثاني 23:29، سفر الأخبار الثاني 35: 20-22)، وهناك أيضًا يُنظر إليه على أنه قائد مثير للإعجاب.

خلف نخاو الثاني ابنه پسماتيك الثاني (595-589 ق.م) الذي واصل سياسات والده، حيث كان أيضًا قائدًا عسكريًا عظيمًا، وهو المسؤول عن نقل النوبيين عاصمتهم من نبتة جنوبًا إلى مروي حوالي عام 592 ق.م للابتعاد عن حدود مصر. قاد أيضًا جيشًا ضد مملكة كوش في النوبة، ودمر كل شيء في طريقه، ولكن بعد أن انتصر في كل المعارك، يبدو أنه فقد الاهتمام بالحملة وعاد إلى مصر.

يعود الفضل في جزء كبير من نجاح حملة پسماتيك الثاني إلى قائده المستقبلي، أمازيس الثاني، الذي ربما كان مستاءً من هذه المحاولة غير المكتملة والتي باءت بالفشل في النهاية، ويبدو أن پسماتيك الثاني كان أكثر اهتمامًا بمحو أسماء حكام كوش من الآثار في الجَنُوب، وتدمير المباني الأخرى، وربما حتى محاولة محو اسم والده من التاريخ. لا تزال أسباب قيامه بهذه الأمور موضع نقاش، دون وجود إجابة واضحة.

خلف واح إيب رع حا إيب رع (المعروف باسم أبريس، 589-570 ق.م)، والده پسماتيك الثاني، الذي واجه سلسلة من التحديات لسلطته خلال مدّة حكمه؛ حيث خاض أولًا معركة فاشلة ضد البابليين، ثم عندما نظم القائد أمازيس انقلابًا، طلب مساعدتهم لاستعادة العرش. يُعتقد أن أمازيس قتله في المعركة، ثم أصبح أمازيس الثاني (المعروف أيضًا باسم أحمس الثاني) فرعونًا ورفع البلاد إلى مستوى لم تشهده منذ قرون.

كان أمازيس الثاني قائدًا عسكريًا ومسؤولًا حكوميًا لامعًا، تمكن من إصلاح الإنفاق الحكومي مع تحفيز الاقتصاد وتنظيم الحملات العسكرية. اتحدت مصر تحت حكمه وازدهرت مرة أخرى بفضل اقتصاد مزدهر وحدود آمنة وتجارة مزدهرة. انهي مشروعات البناء والآثار والأعمال الفنية الأخرى، واستعادت مصر بعضًا من مكانتها المفقودة. خلفه ابنه پسماتيك الثالث (526-525 ق.م) الذي كان شابًا عديم الخبرة عندما تولى العرش وغير مجهز بشكل جيد لمواجهة التحديات التي كان عليه مواجهتها.

أرسل الملك الفارسي قمبيز الثان وفقًا لهيرودوت، رسالة إلى أمازيس يطلب فيها إحدى بناته كزوجة، لكن أمازيس، الذي لم يرغب في الاستجابة لهذا الطلب وأيضًا تجنب الصراع، أرسل بدلًا منها ابنة أبريس. شعرت هذه الأميرة المصرية السابقة بإهانة شديدة من قرار أمازيس، خاصة وأن السياسة المصرية كانت منذ زمن طويل ترفض إرسال نساء نبيلات إلى ملوك أجانب ليتزوجوهم، عندما وصلت إلى بلاط قمبيز الثاني، كشفت له عن هويتها الحقيقية، فأقسم قمبيز الثاني على الانتقام من إهانة أمازيس بإرساله "زوجة مزيفة".

حشد الجيش الفارسي قواته وسار نحو مصر، وكانت نقطة الدخول هي مدينة الفَرَما في الدلتا، وسرعان ما حُصِّنَت الأسوار. هاجمت قوات قمبيز الثاني وتراجعت حتى وضع خُطَّة جديدة؛ وإدراكًا منه لحب المصريين للحيوانات - القطط على وجه الخصوص - أمر قمبيز الثاني جنوده بجمع كل الحيوانات الضالة والبرية التي يمكنهم العثور عليها وطلب منهم رسم صورة باستت، إلهة القطط المصرية الشهيرة، على دروعهم، ثم قاد الفرس الحيوانات أمامهم نحو أسوار الفَرَما، وخوفًا من إيذاء الحيوانات أو إغضاب إلهتهم، استسلم المصريون.

Cambyses II of Persia
قمبيز الثاني الفارسي
Wikipedia (CC BY-SA)

يقال إن قمبيز الثاني أمر بإقامة مسيرة انتصار في ذلك المكان، وألقى خلالها قططًا من حقيبة في وجوه المصريين تعبيرًا عن ازدرائه لهم، ثم أخذ پسماتيك الثالث والعائلة المالكة وآلاف آخرين إلى عاصمته سوسة، حيث قُتل معظمهم. عاش پسماتيك الثالث كعضو في حاشية الملك الفارسي حتى اكتُشف أنه يحرض على التمرد، فأُعْدِمَ.

انتهت الأسرة السادسة والعشرون – وعصر الاضمحلال الثالث، بوفاة پسماتيك الثالث. حكم الفرس مصر في الأسرتين السابعة والعشرين والثالثة والثلاثين، وشكلوا تهديدًا مستمرًا في عصر الأسرات الثامنة والعشرين إلى الثلاثين. لم تعد مصر دولة مستقلة، بعد معركة الفَرَما، باستثناء فترات قصيرة. سيطر الفرس علي مصر بشكل متقطع حتى مجيء الإسكندر الأكبر في عام 331 ق.م، وبعد وفاته، حكمت البلاد البطالمة اليونانيين حتى ضمتها روما في عام 30 ق.م.

نبذة عن المترجم

Mahmoud Ismael
مدرس تاريخ، ودراسات اجتماعية، وجغرافيا. حاصل على ليسانس الأداب، قسم تاريخ ومهتم بترجمة المقالات والأبحاث التاريخية.

نبذة عن الكاتب

Joshua J. Mark
جوشو مارك: مؤسس ومساهم ومدير محتوى في موسوعة التاريخ العالمي. عمل كبروفيسور في جامعة ماريست في نيويورك حيث درّس التاريخ، الفلسفة، الأدب والكتابة. سافر كثيراً وعاش في اليونان وألمانيا .

استشهد بهذا العمل

نظام التوثيق APA

Mark, J. J. (2016, October 11). عصر الاضمحلال الثالث في مصر [Third Intermediate Period of Egypt]. (M. Ismael, المترجم). World History Encyclopedia. تم استرجاعه من https://www.worldhistory.org/trans/ar/1-15278/

نظام التوثيق بنمط Chicago

Mark, Joshua J.. "عصر الاضمحلال الثالث في مصر." تمت ترجمته من قبل Mahmoud Ismael. World History Encyclopedia. آخر تعديل October 11, 2016. https://www.worldhistory.org/trans/ar/1-15278/.

التوثيق بنمط MLA

Mark, Joshua J.. "عصر الاضمحلال الثالث في مصر." تمت ترجمته من قبل Mahmoud Ismael. World History Encyclopedia. World History Encyclopedia, 11 Oct 2016, https://www.worldhistory.org/Third_Intermediate_Period_of_Egypt/. انترنت. 25 Jun 2025.